تمثل الفيروسات المختلفة أحد أهم مسببات الأمراض سواء كانت هذه الأمراض من الأمراض المزمنة أو الخفيفة والتي تؤثر بشكل واضح وملموس في حياة الفرد وتؤدي أحيانا للوفاة في حالة خطورة المرض الناتج عن الفيروس ومن أشهر هذه الأمراض المزمنة هو مرض الإيدز الناتج عن فيروس ال HIV الذي يؤدي للوفاة بصوة حتمية بسبب عجز جميع علماء الأدوية والأطباء في إيجاد العلاج الشافي لهذا الفيروس حيث يتسبب بتدمير جهاز المناعة بشكل كامل مما يؤدي لإصابة الجسم بالعديد من الأمراض الأخرى المصاحبة لهذا المرض بسبب قصور الجسم عن الدفاع عن نفسه ضد أي من مسببات الأمراض وبالتالي يؤدي للوفاة ومن الجدير بالذكر أن هذا الفيروس من الفيروسات التي تختلف فترة حضانتها في الجسم حيث قد تصل المدة الزمنية لاحتضان الفيروس لعشرة سنوات قبل ظهور أعراض المرض ويعتبر هذا أيضا من أسباب خطورة المرض.

ولا تقتصر الفيروسات الموجودة في الجسم على هذه الأنواع من الفيروسات فحسب بل من الممكن وجود أنواع أقل ضررا في الجسم ولا تؤدي للوفاة ولكنها كفيلة بأن تؤدي لإحداث اختلال عام في جسم الشخص وإضعاف قدرته على القيام بأعماله المختلفة كما وتمنعه من القيام بأي مجهود حتى وإن كان بسيطا لذلك لا بد من اللجوء للأطباء للقيام بالتحاليل الطبية اللازمة والتي تساعد في تحديد نوع الفيروس وطبيعته كما وتحدد نوع المرض الناتج عن هذا الفيروس وبسبب الإختلاف في أنواع الفيروسات يترتب على ذلك أيضا الاختلاف في أنواع التحاليل الطبية اللازمة لتحديد هذه الفيروسات كما ولا تقتصر هذه الفحوص على إيجاد الفيروس بل أيضا تساعد على معرفة قدرة الجسم على مقاومة الفيروس الذي يهاجم المرض ومن أشهر هذه التحاليل الطبية تحليل ال Measles Igg Titer: وهو التحليل اللازم لتحديد مناعة الجسم ضد مرض الحصبة ويتم استخدام تطعيم ضد هذا الفيروس يعرف باسم MMR وهو كفيل بحماية الجسم من الإصابة بالحصبة والإصابة بالفيروس المسبب لها.

نلاحظ مما سبق أن تحاليل الفيروسات تكتسب أهمية كبيرة بسبب قدرتها على منحنا الكثير من المعلومات المتعلقة بمسببات الأمراض وما ينتج عنها من مشاكل صحية متعددة كما وتساعد هذه التحاليل على تحديد قدرة الجسم ومناعته في رد مثل هذه الفيروسات ووقايته من الأمراض التي تسببها وبالتالي نستطيع تحديد نوع العلاج المناسب لمثل هذه الأمراض وبالتالي تساعدنا في الوقاية من هذه الفيروسات وتساعدنا على حماية أنفسنا منها ومن ما ينتج عنها من أعراض أخرى.