السمع
السمع حاسة هامة جدا من الحواس الخمس والتي تتمكن الكائنات الحية بواسطتها من سماع الأصوات وتمييزها وتستطيع من خلالها أيضا التخاطب مع بني جنسها والتواصل معهم إذ إن تعطل وظائف هذه الحاسة يعني بالضرورة تعطل وظيفة التخاطب لديه لذا يطلق على مثل هذه الفئات اسم الصم والبكم.

تتكون الأذن لدى الجنين في الشهر الخامس من الحمل وتبدأ مهامها فورا في التقاط الذبذبات الخارجية الواصلة له عبر السائل الأمينوسي المغلف له في الرحم كصوت المشيمة والمعدة ونبضات قلب الأم بذلك تكون حاسة السمع أول الحواس التي تعمل فعليا في جسم الإنسان.
مفهوم حاسة السمع
تعرف حاسة السمع بأنها: قدرة الأذن على التقاط ترددات الموجات الصوتية المنتقلة عبر عدة أوساط مادية كالأجسام أو السوائل أو الغازات أو الهواء.
تعتبر عملية السمع عملية معقدة فكل شيء يتحرك يحدث صوتا وهذه الأصوات تتكون من اهتزاز جزئيات الهواء التي تنتقل في موجات إلى الأذن حيث يتم تحويلها إلى اهتزازات مرة أخرى لتنتقل إلى الأذن الداخلية ثم إلى العصب السمعي ثم إلى الجزء المسؤول عنه في الدماغ والذي يقوم بدوره بترجمة هذه الإشارات العصبية إلى ما نسمعه من أصوات.
تختلف الأصوات من حيث التردد والشدة فالتردد هو عدد الذبذبات الصوتية التي تحدث كل ثانية وتقاس بوحدة الهيرتز أما الشدة فهي كمية الطاقة الموجودة في موجة الصوت وتقاس بالديسبل.
أهمية حاسة السمع
تعتبر حاسة السمع الوسيلة التي يتم من خلالها تعلم النطق والتواصل مع العالم الخارجي فإذا ولد الإنسان وهو أصم فهو سيحرم من النطق حتما لعدم قدرته على اكتساب أي مخزون لغوي أثناء فترة حياته.
تعد من أهم الحواس على الإطلاق لأن حدوث أية مشاكل فيها يجعل الإنسان صعب التأقلم مع بيئته الخارجية حيث يصاب بقصور عقلي وتردي في مدركاته ووعيه وتفكيره وبالتالي إصابته باضطرابات سلوكية وجسدية شديدة.
ترتبط بمراكز التفكير العليا في المخ ارتباطا وثيقا وهذا ما جعلها تتقدم الحواس في الأهمية إذ إن مركز السمع في المخ أكثر تقدما وتطورا من مركز البصر وبقية الحواس الأخرى.
تعتبر الحاسة المتحكمة في جسم الإنسان كله من توازن وتنسيق للحركة وتنظيم العمليات الحيوية كما أن لها دورا كبيرا في التحكم بالجهاز العصبي والتأثير على وظائفه.
تؤثر الذبذبات الصوتية على أداء الجسم بشكل عام وذلك بسبب ارتباط الأذن الداخلية بجميع أعضائه كالقلب والرئتين والمعدة والجهاز الهضمي.
تساعد على حفظ توازن الإنسان بفضل ما تحتويه من أعضاء خاصة تستجيب لحركات الرأس فهي ترسل للدماغ المعلومات عن وجود أي تغيير في وضعية الرأس ليقوم الدماغ بدوره بإرسال إشارات عصبية إلى جميع العضلات لحفظ توازن الرأس والجسم كما هو الحال في الوقوف أو الجلوس أو السير حيث إن أي خلل في هذه الوظيفة يجعل الإنسان غير قادر على القيام بأبسط الحركات وتجعله يشعر بالدوران والسقوط.