يتميز كوكب الأرض بأنه الموطن الوحيد للحياة في هذا الكون الواسع كما يتميز أيضا بتنوع الكائنات الحية الموجودة على سطحه فكل نوع من أنواع الكائنات له صفات وخصائص تميزه عن غيره من باقي الكائنات كما أن لهذه الكائنات الحية أحجاما تتفاوت من نوع إلى آخر فمنها ما يمكن رؤيته بالعين المجردة كالحيوانات والنباتات الموجودة في الطبيعة ومنها ما لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويحتاج إلى مجهر كالبكتيريا أو في بعض الأحيان قد تحتاج إلى مجاهر أكثر تطورا لرؤيتها كالمجاهر الإلكترونية مثل الفيروسات.
الفيروسات
مفردها فيروس وهي عبارة عن كائنات حية دقيقة جدا لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر الضوئي وتتكون أجسامها من مادة وراثية محفوظة داخل طبقة من البروتين وهذه الكائنات لا تستطيع أن تنمو وتتكاثر إلا عندما تصيب خلايا كائن حي آخر فتسبب له المرض فهي تصيب الكثير من الكائنات الحية حقيقية النواة كالحيوانات والنباتات والفطريات كما أنها تصيب الكائنات الحية بدائية النواة كالبكتيريا وفي هذه الحالة يسمى الفيروس جرثومة ويمكنها الانتقال من كائن حي إلى آخر مسببة له العدوى.
وكلمة فيروس هي كلمة لاتينية ومعناها في اللغة اليونانية سم قاتل وكان قد استخدمها الإنجليز عام 1392 بينما كان معناها " العامل المسبب للأمراض المعدية" وقد تم استخدام هذا الاسم عام 1728م مع أن الفيروسات لم تكن مكتشفة في ذلك الوقت وكان أول اكتشاف للفيروسات هو فيروس تبرقش التبغ عام 1898م من قبل مارتينوس بيجيرينك.
ولكثرة الفيروسات في الطبيعة وانتشارها الهائل وضع لها العلماء علما خاصا يهتم بدراستها ألا وهو "علم دراسة الفيروسات" وللفيروسات أنواع كثيرة جدا لكن لم يتم التعرف إلا على ما يقارب 5000 نوع فقط ومن أشهر الفيروسات المسببة للأمراض لدى الإنسان: فيروس الإنفلونزا وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير والجدري والقروح الباردة والإيدز والإيبولا والكورونا.
فيروس الكورونا
انتشر فيروس الكورونا في الآونة الأخيرة كثيرا والعديد من الناس يتساءلون عن ماهية هذا الفيروس كونه حديث الظهور ولم يسمع أحد به من قبل أبدا لذا سنتحدث عنه في مقالنا هذا.
الكورونا هو أحد أنواع الفيروسات وتحديدا يعتبر نوعا من فصيلة الفيروسات التاجية يصيب الجهاز التنفسي للإنسان في البداية تتمثل أعراضه بأعراض الإنفلونزا العادية إلا أنه قد يتطور بعد ذلك ليصيبه بضيق حاد في التنفس وفي بعض الأحيان إلى الفشل الكلوي ويؤدي إلى الوفاة.
أما بالنسبة لمصدر هذا الفيروس ومن أين أتى فإلى الآن لم يتوصل العلماء لأي شيء بخصوص ذلك لكنهم استطاعوا وضع احتمالين لمصدره هما:
أن يكون هذا الفيروس من فيروسات الكورونا التي تصيب الإنسان لكن حدثت لها طفرة ما أدت إلى ظهور سلالة جديدة باستطاعتها مهاجمة الكلى والتسبب بالفشل الكلوي.
أن يكون هذا الفيروس من أحد الفيروسات التي تصيب الحيوانات لكنها عندما انتقلت إلى الإنسان لم تكن الظروف مناسبة لها مما وضعها تحت ضغوطات معينة أدت بها إلى عدم التكيف عند إصابة الجهاز التنفسي وحده فقط بل أصبحت لها قدرات أكبر من ذلك وتمثلت هذه القدرات في مهاجمة الكلى إضافة إلى الجهاز التنفسي ويعتقد بعض العلماء أن الخفافيش قد تكون هي المصدر الذي تم انتقال الفيروس منه إلا أنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك بشكلٍ قطعي.