يعد أكثر ما يهم المصابين بالوسواس القهري هو كيفية التخلص منه و السيطرة على تلك الأفكار التي تستحوذ على عقولهم في كل الأوقات التي يتعرضون لها للمؤثر الذي يثير الوسواس القهري داخلهم و يؤدي ذلك الصراع الداخلي في مراحل من المرض إلى ظهور علامات التوتر التي تعكس ما يدور داخل الفرد .
أما عن العلاج الناجح للوسواس القهري فيجب أن يكون تحت إشراف طبيب أو اخصائي نفسي لأنه ينقسم إلى قسمين : العلاج الدوائي و العلاج السلوكي . و يعتمد العلاج الدوائي على تشخيص الطبيب للحالة و مدى تقدمها و مدى أثير الوسواس على تصرفات الفرد . أما العلاج السلوكي - و هو الجزء الرئيسي من العلاج - فيتمثل في تعليم المريض و تعويده على كيفية التعامل مع الأفكار المرضية و ما يتبعها من أفعال حركية و يمكن إيجازها في الآتي :
أولا : منع الأفكار الوسواسية و ذلك عن طريق عدم الإسترسال في التفكير فيها و القيام بأفعال أخرى تشغلك عنها كالتحدث مع غيرك أو القيام بعمل يستلزم التركيز .
ثانيا : معرفة الفرق بين الأفكار العادية و الوسواسية فالأفكار العادية تكون منطقية و لها شروط موضوعية أما الأفكار الوسواسية فتتكرر بلا داع منطقي عليك في هذه الحالة إخبار نفسك أنها مجرد فكرة وسواسية و عند تكرار الفكرة داخلك عليك أن تذكر نفسك أن ذلك الإلحاح نتيجة للوسواس بداخلك و مع الوقت ستزيد من قوة مقاومتك لتلك الأفكار و مراقبة ذاتك بشكل ناجح .
ثالثا : عليك بالإعتراف بأنك مريض و أن سبب الوسواس القهري خلل في الإتصال بين الجزء الأمامي من المخ و المسؤول عن الإحساس بالخوف و الخطر و بين العقد العصبية المتحكمة في قدرة الفرد على البدء في الأفكار و التوقف عنها إذا فإن تلك الأفكار التي تراودك هي مجرد أفكار زائفة نتيجة لخلل في إشارات المخ و ليست نتيجة لقلة نظافتك الشخصية أو ضعف إيمانك أو خوفك من عدم الدقة أو غيرها من الأشياء التي تجعل ضميرك غير مستقر .
رابعا : واجه تلك الأفكار بحزم دائما و بوضوح فإن كنت تشعر أن عليك إعادة ترتيب الغرفة أو طي الملابس لأنها غير مرتبة عليك أن تواجه الأمر بأنك تشعر بذلك والغرفة لا تحتاج للترتيب و أن تلك الأفكار متطفلة و غير حقيقية . و اقبل أنك مررت بإصابة ولا تجعلها تنسحب على باقي الأفكار في حياتك حيث أن أغلب الأفكار الأخرى هي أفكار عادية .