الاضطرابات النفسية
يعاني أغلب الأشخاص من اضطرابات نفسية متعددة الأنواع والدرجات منها ما لا يمكن ملاحظته ويكون مؤقتا ويزول بزوال السبب مثل القلق والخوف من الحيوانات أو الظلام أو غير ذلك بينما تتطور بعض الإضطرابات إلى درجة التأثير على سلوكيات الإنسان وصولا للقيام بأفعال لا ارادية تفتقر إلى المنطق ومن أشهر تلك الإضطرابات الوسواس القهري.
الوسواس القهري
الوسواس هو أحد الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق والتي تكون بأفكار ومخاوف غير منطقية تدفع صاحبها إلى التصرف بشكل قسري بغرض التخلص من الضيق والتوتر وتكون تلك الأفكار متكررة ولا إرادية وتسبب الكثير من الضيق عند محاولة إعادة توجيهها والتفكير في أمور أخرى.

تتمحور الوساوس عادة عند الشخص حول موضوع معين مثل الخوف من الاتساخ أو التلوث المؤدي إلى أمراض أو الرغبة في الترتيب وتنسيق محتويات الغرفة أو الأفكار الجنسية والتخيلات الجامحة أو الرغبة في العنف والتصرف بعدوانية.
التخلص من الوساوس
التخلص من الوساوس يتطلب الكثير من المثابرة وتذكير النفس بأهمية ذلك الفعل والآثار السلبية المترتبة على تملك الوساوس من التفكير وتتمثل الخطوة الأولى في اكتشاف الأفكار القهرية وتمييزها عن بقية الأفكار والحاجات التي تلح على العقل على مدار اليوم يمكن فعل ذلك بالتدريب على التركيز على الأفكار ومحاولة اكتشاف طبيعتها مع العلم أن الأمر يحمل الكثير من الصعوبة في المراحل الأولى إلا أن اكتشاف تلك الأفكار المرضية يمثل الخطوة الأولى نحو التخلص منها.
تسمية تلك الأفكار بأسمائها الحقيقية الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة بالطبع حيث يقوم الشخص على سبيل المثال بإعادة تسمية الاشمئزاز من الأتربة والأوساخ بالأفكار الوسواسية حيث يجب أن يقول الشخص لنفسه أن تلك وساوس ويحب أن أتصرف بشكل طبيعي وأن تطغى تلك الفكرة على عقله الواعي لدرجة محو تأثير الأفكار القهرية.
كذلك على مريض الأفكار القهرية إعادة نسبها إلى الاضطراب وليس إلى ذاته حيث تكثر الحالات التي تلوم ذاتها على تلك التصرفات مما يضعف معنوياتها وتتأثر حياتها بشكل عام بالسلب إن نسب تلك الأفكار إلى الاضطراب يعني تشجيع المرء على محاربتها والتخلص منها بشجاعة.
الحصول على الدعم يعتبر الركيزة الأساسية لإنجاح عملية التخلص من الوساوس والأفكار القهرية حيث يجب أن يتجه الشخص المصاب بتلك الاضطرابات إلى طبيب نفسي للحصول على الدعم أو على الأقل البوح بالأمر لشخص مقرب وموثوق من أجل المساعدة في عمليتي إعادة التسمية وإعادة النسبة فيقوم ذلك المرافق الداعم بالتنبيه في حالة ظهور تصرفات قهرية ولكن بشكل لطيف ومن ثم دعم المصاب بإخباره أن لا بأس وأن تلك الأفكار إلى زوال.