ديسك الظهر من الأمراض التي تؤرق الكثير من الناس وخصوصا كبار السن لما له من آثارٍ جانبيةٍ تؤثر على حركة الإنسان ونشاطه وآلامه الشديدة التي تعصف بالمريض. وهو من الأمراض التي غالبا ما تلازم المريض لفتراتٍ طويلةٍ كما وتؤثر على عضلات الجسم وتعمل على خدرانه.
يتكون العمود الفقري في الإنسان من فقراتٍ متعددةٍ ويوجد بين كل فقرتين قرص شبيه في مادته الجلاتين يعمل هذا القرص على إمتصاص الصدمات. وهناك حزام ليفي خارجي محيط بهذه الأقراص يحافظ على مكان القرص ويمنع إنزلاقه من مكانه. وعند حدوث خللٍ أو قطعٍ في هذا الحزام الليفي ينزلق القرص من مكانه ويضغط على الأعصاب المحيطة به وأيضا يضغط على النخاع الشوكي مما يتسبب في حدوث الآلام والأوجاع للمريض.
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى إنقطاع الحزام الليفي وإنزلاق القرص وهذه الأسباب أغلبها سلوكيات وممارسات جسدية خاطئة مثل حركة قويةٍ ومفاجئةٍ للجسم وحمل الأوزان الثقيلة أو إنحناء الظهر بشكلٍ مطولٍ بسبب طبيعة العمل أو ضعف بنية الجسم للأشخاص المتقدمين في العمر أو الوزن الكبير الزائد للمريض. كل هذه الأسباب تؤدي إلى مرض الديسك. وتظهر أعراضه على المريض بآلامٍ شديدةٍ في الظهر تمتد إلى الفخذين والساقين و تشتد عند الحركة والإنحناء. وإعوجاج في العمود الفقري وتشنج عضلات الظهر وضعف في عضلات الساق مما يؤثر على حركة الإنسان. ويؤثر الديسك بشكلٍ كبيرٍ على كبار السن.
يتم تشخيص مرض ديسك الظهر عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي المحوري. وبعد التشخيص يأتي دور العلاج وتختلف طرق العلاج حسب الحالة فهناك الكثير من الحالات التي تخف دون التدخلات الجراحية ويمكن الإكتفاء ببعض المسكناتوالأدوية المرخية للعضلات مع إستخدام كمادات الماء الساخن إلا عند حدوث الإصابة فنستخدم كمادات الماء البارد- في أول 48 ساعةٍ من الإصابة- مع الإبتعاد عن كل ما يؤثر على الظهر ويضغط على الأعصاب.
يستخدم أيضا العلاج الطبيعي في معالجة الديسك لتخفيف الآلام وتحسين حالة المريض. وفي حال عدم إستجابة الجسم لكل الطرق السابقة للعلاج والتأثير الكبير على الأعصاب وخصوصا أعصاب الأطراف يأتي هنا التدخل الجراحي لعلاج الديسك. ويكون بالجراحة العادية أو الجراحة بإستخدام المناظير. وبعد العملية يحتاج المريض إلى برنامجٍ لإستكمال مراحل علاجه. تبدأ بالحركة البسيطة والتمارين تحت إشراف المعالج. وبعد أسبوعين يستخدم العلاج المائي ويزيد التمارين والمشي إلى أن يقوي عضلات بطنه والقدمين ويصبح قادرا على الجلوس الطويل والإنحناء والمشي.
دائما الوقاية خير من العلاج والانسان بسلوكياته وتصرفاته يستطيع تجنب الكثير من الأمراض والأعراض ولتجنب حدوث ديسك الظهر ينصح بتجنب كل مايؤدي إليه من الحركات المفاجئة والأحمال الثقيلة والراحة وتغيير وضعية الجسم للأشخاص الذين تكون طبيعة عملهم تحتم عليه الإنحناء أو الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ. أجارنا الله من هذه الأمراض وأدام الصحة والعافية على الجميع.