لعل كثيرا من الناس لا يحب سماع كلمة "الربو" خاصة إذا كان المريض واحدا من أطفالهم فذلك مرتبط في ذهنهم بمشقة مستمرة ومرتبط كذلك بالكورتيزون وهذا وحده يشكل مصدر قلق كبير لديهم.
هذا المرض شائع جدا في كل دول العالم ورغم شيوعه فإن كثيرا من الناس مصابون به دون تشخيص ولا علاج. لا يوجد عمر محدد للإصابة بالربو فهو قد يصيب المرء في أي سني حياته حتى لو لم يكن لديه أو لدى أي أحد من أفراد عائلته سيرة مرضية سابقة بالربو أو أمراض الحساسية الأخرى.
يأتي المرض على شكل نوبات حادة من السعال الجاف ويرافقه أزيز وضيق في النفس وانضغاط في الصدر (يصفه المريض كالبلاطة على الصدر) وتزداد تلك النوبات ليلا مما ينغص على المريض نومه وتزداد عند التعرض لعوامل التحسس كالعث والدخان والهواء البارد والمواد الكيماوية وبعض الأدوية وتزداد في فترات التوتر النفسي والتهابات المجاري التنفسية العلياوعند ممارسة الرياضة.هذه النوبات تتفاوت في شدتها فقد تكون يسيرة وقد تكون خطيرة تستلزم دخول المستشفى ولربما العناية المركزة.
كيف تحدث هذه الأعراض؟
يمكن تلخيص ما يحدث لدى مريض الربو بأنه استجابة مفرطة من القصبات الهوائية عند التعرض لعوامل التحسس (دخان غبار طلع النباتات.) فتفرز العديد من المواد الكيميائية التي تتسبب بحدوث التهاب تحسسي في جدار القصبة يكون نتيجته انقباض في القصبات مما يضيق مجرى الهواء والذي يؤدي بدوره إلى الأعراض الحادة السابقة. وفي حال استمرار هذا الالتهاب التحسسي فإن ثمة تحولات تحدث في جدار القصبة تؤدي إلى تضيق تدريجي مزمن فيها مما يؤثر على وظيفة الرئة بعد سنوات طويلة من المرض دون علاج.
لعل أهم ما يحتاج المريض معرفته هو أن الربو مرض يمكن ضبطه ومنع تفاقمه. والغاية من السيطرة عليه هي:
(1) أن يحيا المريض حياة طبيعية منتجة مثله مثل أي إنسان آخر.
(2) وأن نمنع الحالات الحرجة الشديدة التي قد تحتاج الطوارئ أو الرعاية داخل المستشفى
(3) وكذا أن نحافظ على وظيفة الرئة بمنع التغيرات طويلة الأمد التي تحدث في القصبات الهوائية مع استمرار التحسس دون علاج.
د. أنس المحتسب