إن كل واحد من أصل عشرين شخصا يعاني من مشكلة حصوة في الكلى. وتصيب حصوة الكلى الرجال والنساء معا. وإن كان الرجال أكثر عرضة للإصابة. كما أنها عادة ما تبدأ في الرجال بعد سن الأربعين . أما عند النساء فهي أكثر بعد سن الخمسين فما فوق. وحصوة الكلى تصيب عادة 15% من الرجال و5% من النساء. وعندما يتعرض المريض لتكون حصوة الكلى ولو مرة واحدة فهو معرض لمعاودة الإصابة. يبدأ تكون حصوة الكلى من الرمل الموجود في البول الناتج عن زيادة أو عدم اتزان في نسبة العناصر في البول. وتتكون حصوة الحالب في الكلى ومن ثم تنزل الى الحالبين أوإلى المثانة.
ماهى أعراض حصوة الكلى:حصوة الكلى في معظم الأوقات تسبب آلام في الخصرتين وفى جانبي البطن وفى الحوض. سواء مجتمعين أو متفرقين. وقد تكون مصاحبة لحرارة في الجسم أو وجود دم في البول.وكلما صغرت الحصوة كلما كانت أكثر ألما. لأن ألم الحصوة ناتج عن أنها تتحرك وبتحركها تسبب الآلام. أما الحصوة الكبيرة فعادة تكون بدون ألم لكون حكرتها أقل. وقد يصاحب حصوة الكلية التهابات في المسالك البولية وحرقة فى البول.
ما هي أنواع حصوات الكلى؟
لعل من المفيد أن تعلم أن حصوات الكلى تتكون على الأقل من خمسة أنواع. النوع الأول: من عنصر الكالسيوم (ويمثل 80% من جميع أنواع الحصوات)مع ترسبات من الأوكساليت أو الفوسفات. النوع الثاني من السيستين. وهي مادة مكونة من حمض أميني يكثر عند بعض الناس. النوع الثالث: حصى مكونة من اليورك أسد. والنوع الرابع: حصى مكونة من الأوكساليت. النوع الخامس: امونيوم مغنسييوم فوسفات (وتعرف بحصوة الأمونيا).
ما هي أسباب تكون حصوة الكلى ؟
العوامل الوراثية تسبب حوالى 45% من الحصوات التي تصيب الكلى. فأي شخص يصاب فى حصوة الكلى هناك احتمال حوالى 20% أن أحد والديه أصيب بالحصوة واحتمال حوالى 15% من أخوانه أن يصابوا بالحصوة. معرفة كل نوع من حصوة الكلى مهم لمعرفة سبب تكون الحصوة. فلكل نوع أسبابه الخاصة به.
هناك عدة أسباب لتكون حصوة الكلى فى أناس دون آخرين. من أهمها:
قلة شرب الماء: فكلما قل شرب الماء زاد تركيز العناصر فى البول وبالتالي إلى عدم ذوبانها وترسبها لتكون رمل ومن ثم حصوة.
زيادة في أخذ فيتامين د تؤدي إلى زيادة الكالسيوم فى البول.
زيادة إفراز الكلية لعنصر الكالسيوم وذلك لزيادة فى امتصاص الكالسيوم من الأمعاءأو لزيادة فى افراز الكالسيوم فى البول أو لقلة امتصاص الكالسيوم من البول
نتيجة عملية الأمعاء بإزالة جزء منها يؤدي إلى زيادة فى امتصاص الكالسيوم وبالتالي زيادة فرصة تكون حصوة الكلى
وجود التهابات مزمنة (مثل مرض كرونز) فى الأمعاء تؤدي إلى زيادة فى امتصاص الأمعاء لعنصر الكالسيوم
زيادة أخذ مواد ضد حموضة المعدة والتي تحتوى على كمية كبيرة من الكالسيوم
زياد فى افراز الغدة الجار درقية وبالتالي إلى زيادة وجود الكالسيوم فى الدم وبالتالى فى البول.
وجود أمراض معينة تزيد من امتصاص الكالسيوم من الأمعاء مثل مرض (الساركويد)
وجود أمراض فى امتصاص الكلية للكلورايد مما يزيد فى التالي من ترسب الكالسيوم في البول مع الكلورايد.
وجود خلل فى الكلية بتكون وسط قاعدي حيث أن الكالسيوم يزيد ترسبه فى الوسط القاعدي ويذوب فى الوسط الحمضى
زيادة اليوريك أسد في البول نتيجة لأمراض معينة مثل مرض "داء الملوك" والمسمى بمرض "جاوت"
وجود التهابات فى البول مما يزيد من كمية الأمونيا فى البول وتكون حصوة الأمونيا. عادة هذا النوع يكثر في النساء لزيادة حالات الالتهابات فى المسالك البولية.
وجود مرض زيادة فى إفراز مادة السيستين في البول مما يؤدي إلى تكون حصوة السيستين.
وجود زيادة فى إفراز مادة الأوكزاليت فى البول إما نتييجة مرض معين أو نتييجة زيادة فى المواد المحتوية على مادة الأوكزاليت مثل الشاي أو القهوة. وإن كانت حصى مثل هذا النوع ليست منتشرة.
كثرة أكل اللحوم حيث أنها تزيد من حصوة الكالسيوم وحصوة اليوريك أسد.
تغيير فى حمضية أو قاعدية البول. البول القاعدي يشجع على تكون حصوات الكالسيوم وحصوات الأمونيا. أما البول الحمضى فيشجع على تكون حصوة اليورك اسد وحصوة السيستين.
الفحوصات المخبرية اللازمة لمعالجة حصوةالكلية:
ينصح للمريض المصاب فى حصوة الكلى أن يحاول قدر الإمكان الإمساك في أي حصوة تخرج منه والإتيان بها للمختبر لفحصها. فبذلك نعرف سبب تكون الحصوة عنده ويعطى العلاج المناسب. أماإن كان المريض لم يخرج حصوة بعد أو لم يستطيع الإمساك بالحصوة فينصح بأن يفحص البول المجمع لنسبة الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والكلورايد والأوكساليت والامونيا واليورك أسد.كما ينصح بشدة عمل فحص الكالسيوم والفوسفات . واليوريك أسد والمغنيسيوم في الدم والأملاح وكذلك ينصح بعمل هرمومن الغدةالجار درقية فيامين "د" و هرمون الكالسيتونين. كما يعمل وظائف الكلى كما ينصح بعمل فحص حموضة البول. عمل مزرعة للبكتيريا فى البول مهم لفحص إمكانية تكوين حصوات. وفى بعض الحالات الخاصة ينصح بعمل نسبة السيستين فى البول.
ماهى أنواع الأكل اللازمة لتجنب حصوة الكلى:
أساسيات الأكل تتطلب تقليل فرصة تكون حصوة الكالسيوم: وذلك بزيادة شرب الماء تقليل الملح فى الأكل تقليل أكل البروتينات وزيادة أخذ البوتاسيوم فى الأكل. ويلاحظ أن النصيحة القديمة بتقليل الأكلات التي تحتوي على الكالسيوم مثل الحليب والجبن وجد أنها غير فعالة بل أنها قد تكون مضرة.
فزيادة السوائل تكون بشرب على الأقل عشرة كاسات يوميا (لحالات حصوة الكالسيوم واليورك أسد) وجالون من الماء لحالات حصوة السيستين. زيادة شرب شراب الليمون يقلل من فرصة الإصابة بحصوة الكلى. بينما عصير البرتقال لايؤدي نفس المهمة. شرب الماء مباشرة من الحنفية (غير المقطر) يزيد من فرصة تكون حصوة الكالسيوم بينما شرب الماء المعدني أو المقطر يقلل من فرص تكون حصوة الكالسيوم واليورك أسد. الكولا مضرة جدا لمن عنده حصوة فهى تقلل من نسبة السيترات وتزود من نسبة الفوسفات فى البول وبالتالى نسبة الكالسيوم المترسب فى البول. فشرب علبة من الكولا ذات حجم 250 ملم مرة واحدة فى الأسبوع يزيد من نسبة تكون الحصوة ب15%. وكذلك الحال مع شراب كأس من جريب فروت فهو يزيد من نسبة حصىالكالسيوم فى الكلى بنسبة 44%. شراب الكرانبري يطهر القناة البولية وبذلك يكون مفيدة لحصوة الأمونيا. أماالشاي والقهوة فقد تقلل من فرصة حصوة الكلى المكونة من الكالسيوم إن لم تكن الحصوة بها زيادة فى نسبة الأوكزاليت.
أما تقليل الأملاح (خاصة الصوديوم) في الأكل فهو مفيد جدا لمنع تكون الحصوة. فوجد أن التقليل من الأملاح وزيادة شرب الماء من أهم النصائح لتقليل الكالسيوم فى الأكل.
أما الإبتعاد عن الأكلات التي تحتوي على كالسيوم: مثل منتجات الألبان والحليب. فكان هناك اعتقاد سابق خاطىء أن تقليل نسبةالكالسيوم فى الأكل هو مفيد لتقليل حصى الكلى التى تحتوى على الكالسيوم. ولكن العلم الحديث بين أن العكس هو الصحيح فكثرةالأجبان والحليب هو المفيد لمثل هذه الحالات. ولكن يجب على المريض ألا يأخذ حبوب الكالسيوم من الأدوية أو فيتامين "د" منفردة وبدون طعام فذلك قد يزود من فرصةتكون حصى الكلى من حصى الكالسيوم.
زيادة أكل الألياف (مثل الخضار والفواكه) مفيدة لتقليل نسبة الكالسيوم فى البول. أما النخالة فهي قد تضر بتقيل امتصاص الزنك من الأمعاء.
زيت السمك (أميغا 3) : تباع كحبوب وهى تقلل من تكون حصى الكالسيوم فى الكليةوتنشط مناعةالجسم مما يقلل من فرصة الالتهابات.
تقليل أكل البروتينات واللحوم منها خاصة حيث أنه مفيد لحصوة الكالسيوم وحصوة اليوريك أسد.
الأدوية التي تقلل من امكانية رجوع الإصابةبحصوة الكلى:
إن بعض المعادن التي إن أخذت قللت من رجوع حصوة الكالسيوم ومنها: حبوب السيترات ( وعادة تكون مع المغنيسيوم والفوسفات) وهى فعالة فى تقليل نسبة الإصابة بحصوة الكالسيوم لأنها تساعد على امتصاص الكالسيوم من البول وبالتالي إلى عدم تشبع البول به. ولكن ذلك غير فعال بل مضر لحالات حصوة الأمونيا الناتجة عن الالتهابات .
أما حصوة اليوريك أسيد فإن المريض يعطى بيكاربونات الصوديوم لزيادة قلوية البول كما يمكن أن تعطى سترات البوتاسيوم والتى تمنع من ترسب اليوريك أسد فى البول. كما يمكن أن يعطى المريض دواء "ألوبيرنول".
أما حصوة الأمونيا فيجب منع الالتهابات البولية لمنع تكونه.
مما سبق يتبين أن فحص المخبري للحصوة مع فحص البول والدم هوالطريق الأول والأسهل والأقل تكلفة لخلاصك أو للوقاية من حصوة الكلى.
اعداد الدكتور حسام ابو فرسخ