إن وجود الدم في البول أو كما يسمى في الوسائط الطبية بالبول الدموي هو حالة مرضية تستدعي الحصول على الرعاية الطبية الفورية. فالبول الذي يخرجه جسم الإنسان عن طريق الإحليل يكون مصدره من الكليتين اللتين تعملان على تصفية الدم من كافة السوائل والسموم العالقة به ودفعهم إلى الحالب الذي يكون موصولا مع المثانة. تعتبر المثانة هي مخزن البول في الجسم حتى تصل سعتها إلى كمية معينة من البول ثم تطلق إشارات إنذار إلى المخ الذي يعطي الجسم الإشارة بضرورة القيام بعملية التبول للتخلص من المخزون الذي بلغ مستواه الحد المقبول لدى الجسم. وعندما يرفض الإنسان الذهاب للتبول فهذا لا يعني أن تتوقف الكليتين عن العمل ولكنهما يستمران في العمل مما يزيد من شعور الإنسان بحاجة أكبر إلى التبول.

يتكون البول عادة من الماء والأملاح الزائدة في الجسم واليوريا التي تكون المكون الريئسي للبول ولكن في حالات معينة يرى الإنسان أثناء قيامه بالتبول دماءا في بوله وهذه الدماء تخرج مع البول لعدة أسباب. من هذه الأسباب وجود حصى في الكلى وخصوصا الحصوات التي تكون على هيئة منشار فهي تعمل على جرح جدار الكلية ودخول الدم إليها فيخرج مع السوائل إلى الحالبين. إن تعرض الإنسان لضربة أو صدمة قوية على الكلية من شأنه أن يمزق جزءا منها فيختلط الدم مع البول مثال في حالات الحوادث والضربات التي تكون في الرياضات الجماعية أو في حالات المشاجرات. وجود تهتك في أحد الحالبين أو كلاهما يؤدي إلى دخول الدم إلى مجرى البول وكذلك في حالات وجود جرح في المثانة أو تهتك في غشائها الخارجي.

إن أمراض الكلى والتهاباتها من شأنها أن تحدث هذه الحالة وكذلك سرطان الكلى فأمراض الكلى من شانها أن تؤدي إلى حالة البول الدموي. يمكن بالإضافة إلى هذه الأسباب أن النساء قد يصبن بحالة البول الدموي بعد الولادة وخصوصا الولادة القيصرية وذلك لأن الجنين يكون قد قام بالضغط على المثانة لفترة طويلة وفي الولادات القيصرية قد يكون بسبب خطأ طبي في العملية أو بسبب ضغط الجنين كما في الحالة السابقة. تعتقد بعض النساء أنهن مصابات بهذه الحالة وخصوصا في أثناء الدورة الشهرية حيث يختلط عليهن الأمر بمكان خروج الدم هل هو من المهبل بسبب دم الدورة أو مع البول وأفضل حل لهذه الحالة هو الإنتظار لحين انتهاء الدورة الشهرية كاملة ثم التاكد من مكان خروج الدم. وفي بعض الأحيان يكون وجود الدم في البول هو من الأعراض الجانبية التي تصاحب تناول بعض الأدوية وفي هذه الحالة يجب التاكد أولا من أن الدواء هو المسبب لهذه الحالة فيمكن للطبيب أن يصف للمريض علاجا بديلا لتفادي هذه الأعراض.