الولادة تعتبر دائما مثار قلق للأم الحامل سواء كان حملها للمرة الأولى أو لا حيث أن السيدات يخشين من آلام الوضع و المشاكل التي يمكن أن تحدث أثناء الولادة بشكل طارئ مما قد يجعل عملية الولادة متعسرة كما تخشى العديد من السيدات من أن تفاجأ بآلام الوضع دون أن تكون متهيأة نفسيا للعملية و لذلك يجب الإهتمام بتتبع أعراض الولادة من كل سيدة حامل و متابعة الطبيب في الفترة الأخيرة من الحمل بشكل مكثف كذلك يجب الإتصال بالطبيب المتابع أو الطبيبة في حالة الشك في أي تفاصيل أو علامات قد تثير القلق أو تنذر بقرب الولادة كما أن شعور المرأة بإقتراب الوضع يجب أن يؤخذ في الحسبان و يجب مراجعة الطبيب الذي سيقوم بعملية التوليد .

إن جسم المرأة يبدأ في تهيئة نفسه من أجل الولادة قبل إسبوع على الأقل من عملية الولادة حيث يبدأ عنق الرحم في التمدد و الإتساع بشكل منتظم مع إقتراب موعد الولادة كما تحدث به تغيرات داخلية في عنق الرحم حيث يتحول غلى أرق و أكثر ليونة مع اقتراب الموعد . و تظهر علامات أخرى تدل على الولادة مثل الإفرازات المهبلية الزائدة حيث تتكون في فترة الحمل كتلة مخاطية عند فتحة عنق الرحم تقوم بعملية حماية من البكتيريا من دخول الرحم و إيذاء الجنين و عند حدوث التغيرات التي ذكرناها في عنق الرحم قد يحدث نزول لتلك الكتل المخاطية مما يؤشر إلى اقتراب الولادة ببضعة أيام في الأغلب . و يجب الملاحظة أنه يمكن أن تلاحظ الحامل بقع دم خفيفة أما إذا كانت دماء كثير كدماء الحيض مثلا فيجب مراجعة الطبيب على الفور .

أما مع وصول موعد الولادة الفعلي فإن آلام الظهر تكون أولى العلامات المميزة لتلك المرحلة و تكون آلام تقترب من آلام الحيض . و يليها بعد فترة تمزق الكيس الأمينوسي المحيط بالطفل و نزول الماء و هي علامة واضحة على اقتراب الولادة . و يصاحب ذلك تقلصات الولادة التي تكون الأم قد اختبرت مثيلاتها في الشهور الأخيرة للحمل حيث يقوم الجسم بالتلقص الكاذب كنوع من التحضير للولادة و تكون تقلصات الحمل ذات طابع منتظم و تزداد حدتها مع مرور الوقت كما تستمر تقلصات الحمل لفترات من ثلاثين إلى تسعين ثانية في كل مرة .