خلقنا الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم وأنعم علينا بالكثير من النعم في أجسامنا التي تساعدنا على الإستمتاع بحياة طبيعية وصحية وسليمة. من أهم ما أنعم الله على الإنسان نعمة الحواس الخمسة السمع والبصر والشم والذوق واللمس. وفي مقالنا سنتحدث عن الحاسة الأهم التي يعتمد عليها الإنسان كثيرا في ممارسة حياته الطبيعية العادية ألا وهي حاسة السمع.

حاسة السمع هي إحدى أهم الحواس الخمسة التي أنعم الله علينا بها حيث أن حاسة السمع يعتمد عليها الإنسان في حياته بكل ما يؤديه ويمارسه فمن خلال السمع يتعلم اللإنسان النطق والكلام ويتعلم المهارات اللغوية ومهارات الإتصال والتواصل مع الآخرين كما أن السمع تساعد في معرفة الأصوات وتحليلها وهي منبه له عند الخطر. وتعتمد هذه الحاسة على قدرة الشخص على إحساسة بالإهتزازات والتذبذبات الصوتية من خلال جهاز السمع في الجسم ألا وهي الأذن حيث تمر هذه التذبذبات والإهتزازات بالأذن "جهاز السمع" لتصل إلى المخ الذي يقوم بتحليل الأصوات وفهمها.

أما آلية عمل هذه الحاسة فإن الموجات الصوتية والتذبذبات التي تصل إلى الأذن يقوم "الصوان" بتجميعها ويمررها إلى القناة السمعية الخارجية ثم تنتقل بعد ذلك إلى "الطبلة" حيث تقوم الطبلة بتحويل وتمرير الإهتزازات إلى "المطرقة" ثم إلى "السندان" وبعدها إلى "الركاب" ثم بعدها إلى "القوقعة" وينتج عن ذلك حدوث اهتزاز في القناة السمعية والدهليزية فتتولد لدينا مجموعة ذبذبات تنتقل إلى المخ عن طريق العصب السمعي بصورة سيالات عصبية ويقوم المخ بتحليل هذه الأصوات التي تصل إلينا كما نسمعها.

قد يصاب بعض الناس في مشاكل في حاسة السمع وهو ما يطلق عليه علميا ب "التلوث السمعي" وهو نتيجة إما ضعف في حاسة السمع أو نتيجة ضعف في التركيز أو إصابة البعض بإرتفاع في ضغط الدم وكذلك نتيجة التوتر العصبي ويتم قياس نسبة السمع لدى الفرد من خلال جهاز "الإديوميتر" وهو جهاز يقوم بعمل إختبارات كهربائية سمعية توفر للفاحص نسب وقياسات دقيقة لنسبة السمع لدى الشخص.

أما لمن يعانون من مشاكل ضعف في حاسة السمع فمن خلال القرن الماضي والسنوات المنصرمة تم تطوير الكثير من الأجهزة السمعية الصوتية التي تساعد ضعاف السمع على تحسين قدرتهم على السمع من خلال السماعات الطبية وتطوير تقنيات كثيرة في هذا المجال أو من خلال عمليات زرع قوقعة تساعد بأن تكون بديلة في بعض الحالات لجهاز القوقعة الأصلي في جهاز الأذن في جسم الإنسان في حالة كان الخلل في السمع نتيجة خلل في عمل القوقعة نفسها. ومن أشهر الشركات المعروفة والمتخصصة في هذا المجال شركة فوناك السويسرية وشركة أوتيكون وغيرها.