إن الفتق عموما ينقسم إلى عدة أقسام مختلفة تصيب بعض مواقع ومناطق وأجزاء الجسم ومنها فتق الخصية أو الذي يسمى طبيا بالفتق الإربي .
ومن الملاحظ أن الفتق الإربي يعد الأكثر شيوعا وانتشارا من جميع الأشكال الأخرى للفتق أو الفتوق ونجده يصيب الناس من جميع الأعمار وكما يمكن أن يصاب به حتى الأطفال وذلك منذ ساعة ولادتهم.
وهذا النوع من أنواع الفتوق يظهر على شكل صورة انتفاخ في المنطقة الإربية التي تقع في الجزء الأسفل من البطن ومن الملاحظ أن الجهة اليمنى هي الأكثر تعرضا للإصابة بالفتق من الجهة اليسرى بمعدل تقريبي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف كما ويمكن لهذا النوع من الفتق أن يصيب الشخص من كلتا الجهتين في نفس الوقت معا.
وفي حالة الإصابة عند الأطفال يتم اكتشاف هذا الفتق عن طريق الصدفة وبشكل عرضي أو يتم اكتشافه مع الملاحظة وذلك عندما يبكي الطفل فيلفت انتباه الأم وجود انتفاخ غير مسبوق وغير طبيعي في خصية طفلها وتلاحظ أيضا أن طفلها يكف عن البكاء ويهدأ ويغفو عندما تزول آثار هذا الانتفاخ وفي هذه الحالة سيواجه الطبيب المعالج إشكالية في تشخيص الحالة عند الطفل المصاب خصوصا إذا ما كان هذا الفتق ذو محتويات غير منزلقة. ولكن ملاحظات الأم التي تقوم بنقلها وسردها على الطبيب المعالج من شأنها أن تقود الطبيب لتشخيص وتأكيد حالة الإصابة بالفتق دون لبس نظرا لوجود ظواهر ذلك الانتفاخ عند بكاء الطفل وكفه عن البكاء عند زواله فمشاهدات الأم الذاتية كافية لكي يشخص الطبيب حالة وجود الفتق الإربي ومن ثم البدء في العلاج المطلوب بناء عليه.
ومن الجدير بالذكر أنه في بعض حالات الفتق الإربي نجد الفتق فيها يمتد إلى كيس الخصية مباشرة وفي حالات أخرى نجد أنه يكون مصحوبا بعدم نزول هذه الخصية مباشرة إلى موضعها الطبيعي في داخل كيس الصفن.
وهناك حالة يجب الالتفات غليها بمنتهى الدقة والعناية ألا وهي حالة اختناق الفتق حيث نجد الطفل يحس بألم شديد لا ينتهي ولا يتوقف ويستمر بالبكاء بشكل متواصل ويلاحظ كذلك في هذه الحالة بأن الانتفاخ متحجر ولايتوقف الألم إلا خلال عملية التبرز والتبول وهذه الحالة تستدعي العلاج الفوري كي لا تتحول الحالة إلى تسمم وغرغرينا.
وينقسم الفتق الإربي عمواما إلى قسمين رئيسيين هما: الفتق الإربي المباشر والفتق الاربي غير المباشر أما الأول فتظهر شواهده عيانا في إحدى الخصيتين أو كلتيهما أما الآخر فيكون مختفيا ولا يظهر لعين الرائي.