فيروس سي هو أحد أكثر أمراض الكبد انتشارا حول العالم وهو نوع من أنواع الإلتهاب الكبدي الفيروسي التي تصيب الإنسان ويعد التهاب الكبد الفيروسي من النوع سي مرض معدٍ بشكل كبير للغاية وشديد الخطورة في الوقت ذاته لأنه يؤدي في بعض الحالات إلى الفشل الكبدي أو سرطان الكبد أو سرطانات في المريء أو المعدة تؤدي لاحقا إلى الوفاة. وتشير الدراسات إلى أن المصابين بفيروس سي حول العالم يقدر عددهم بين مئة وثلاثين إلى مئة وسبعين مليون مريض.

إن أسباب الإصابة بفيروس سي متعددة ولكن كلها تدور حول انتقال الدم الملوث بالفيروس إلى الشخص السليم أول الأسباب في هذا السياق هو الحقن الوريدي للعقاقير الطبية والمخدرة وتزداد تلك النسبة في الدول المتقدمة عنها في الدول النامية والفقيرة وتزادا تلك النسبة بين الأشخاص المدمنين على المواد المخدرة عن طريق الحقن ونزلاء السجون وذلك بسبب الممارسات الصحية الخاطئة والخطرة وأهمها استخدام منتجات غير معقمة خاصة أدوات الوشم.

ومن أسباب الإصابة أيضا الطرق التي تفرضها الدولة من أجل الرعاية الصحية وتأمين المعدات المستخدمة في الأغراض الطبية مثل الإبر ومعدات طب الأسنان والمعدات الجراحية ففي مصر على سبيل المثال تزداد نسب العدوى عن غيرها من بقية دول العالم بسبب الدرجات المتدنية من تعقيم أدوات الأسنان أيضا في الدول المتقدمة هناك نسبة من الإصابة بالمرض تتم عن طريق نقل الدم الملوث بالفيروس رغم الإجراءات المتبعة في تحليل عينات الدماء التي يتم نقلها.
ويعد الوشم أحد أهم أسباب انتقال المرض خاصة في الدول الغربية وتشير الإحصاءات إلى أن نسب الإصابة بسبب استخدام أدوات الوشم تزيد عن غيرها بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف وتنتقل العدوى بسبب عدم تعقيم الأدوات أو بسبب تلوث الأحبار المستخدمة ذاتها ومع ذلك فإن العديد من الدول تعطي تراخيص لبعض الأماكن بعد التأكد من إجراءات السلامة التي تتخذها.

كذلك من أسباب انتقال فيروس سي استخدام أدوات العناية الشخصية بين أكثر من فرد وتشتمل تلك الأدوات على شفرات الحلاقة وفرش الأسنان ومقصات الأظافر وأدوات العناية بالقدمين واليدين لذا ينصح بأن تكون تلك الأدوات خاصة ولا يستخدمها أكثر من فرد ومع ذلك فإن أدوات الطعام التي لم تصلها الدماء الملوثة تكون آمنة تماما ولا داعي للقلق من استخدامها وهناك بعض الحالات التي ينتقل فيها المرض من الأم المصابة إلى الجنين ولكن تلك الحالات لا تتجاوز العشرة بالمائة ويحدث الإنتقال غالبا خلال فترة الولادة خاصة إذا ما كان المخاض طويلا ومن المستحب ألا تتم الرضاعة الطبيعية في حالة إصابة الأم بتشقق ونزف من حلمات الثدي.