١ مقدمة
٢ الخوف
٣ أسباب المرض
٤ أعراض هذا المرض
٥ العلاج
مقدمة
قد خبرنا الكثير من المشاعر في حياتنا وإن كنا نتعمد أن نتجاهل كثيرا منها وخاصة أمام الآخرين فتجد المرء منا حريص كل الحرص على أن يظهر بأبهى صورة وأحلاها وأركزها وأقربها للكمال مع العلم أن الكمال لا يوجد للمخاليق فهو صفة خاصة برب هذا الكون العظيم وما نتطرق إليه في مقالنا هذا هو شعور قد يشعر به الكثيرون من الناس وقد يشكل هذا الشعور شبحا حائلا بينهم وبين العالم الخارجي فيقودهم للعزلة والانطواء أحيانا وتم وصف هذا الشعور بكلمة "الخوف" فماذا يكون الخوف؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وهل هناك من طريقة للتخلص منه؟.
الخوف
الخوف: هو هاجس يتبادر لذهن كل من يشعر به بخيالات قد رسمها له عقله الباطن وأحداث غير وهمية بلا هي من محض خياله المريض فتصور له أنه هناك أحد قد يتبعه في ظلمة الليل الدامس مثلا أو أنه قد يموت في أي لحظة قتيلا وهناك الكثير من الخرافات التي يختلقها المصاب بالخوف لنفسه ولا يمكن الحكم على هؤلاء الأشخاص بأنهم ليسوا من الطبيعة بل هم أناس طبيعيون جدا ولولا طبيعتهم لما أصيبوا بهذه العلة فقد تكون هناك أسباب ذات حجة قوية وأخرى تافهة ما هي إلا أحداث خطيرة قد طوتها صفحات الأيام فباتت تشكل شبحا يطارد صاحبها في خيالاته ولكن في كلا الحالتين فهذا يسمى خوفا ويجب التعامل ومعه وحبذا إن أمكن التخلص منه والقضاء عليه نهائيا.
أسباب المرض
لدراسة موضوع كالخوف عندما نبحث في معرفة أسباب هذه المعضلة فهناك ما يخيل لك بأنه أمر سهل وقد يعتقد الفرد المهتم أنه إذا وجد سبب الخوف سرعان ما قد يصل لحل وقد يتغل على المرض فمن الضروري التنويه لأنه مرض لا يسهل التغلب عليه من ناحية أما من ناحية أخرى فيما يتعلق بالسبب فقد اجتهد جمهور الأطباء في تفسير هذه المشاعر فخلصوا إلى أن لا أسباب خاصة ولكن هناك ما يطلقون عليه فرضيات فإن أصابت الفرضية بادروا بعلاجها وسرعان ما يحققون النجاح المنتظر ومن هذه الفرضيات:

المؤثرات الخارجية: فقد يشاهد المريض أو المصاب ما قد يعلق في ذاكرته عبر العقود حتى تحين اللحظة لتهييج مشاعر الذعر والرعب الداخلية فيه فيصبح شخصا صاحب مرض وهو مرض الخوف الذي يطلق عليه الأطباء مرض الزمن وممن يصابون بهذه الفرضية قد لا يحتاجون للعقود من الزمن كي تظهر عليهم الأعراض فمنهم ما إن شاهدوا هذه المشاهد سرعان ما جفت حلوقهم وبدأ العرق منهم ينهال وهذه حالة يسهل السيطرة من الحالات المتعددة الكثيرة.
الشعور بالذنب: فهذا نوع يتعلق بأخلاق الفرد وكيف تمت عملية تربيته وإنشائه فإن أقدم على فعل شيءٍ يجمع عليه الكل بأنه خطأ فادح أو حرام فتجد نفسه تعاقبه بالخوف فأن أقدم على سرقة أو فعل فاحشة أو ممارسة أي أفعال خاطئة ممنوعة في العرف الطبيعي عند المجتمع فيحفر له ضميره عقابا ذاتيا بشعوره الدائم بالخوف من العقاب.
الصدمة: وفي مثل هذه الفرضية إن تعرض الإنسان لخبر أو حدث سيء قد يقوده إلى فقدان الوعي مثلا أو قد يتعرض لما كان يحدث في الحروب من إصابات بالهلع جراء الأصوات التي تحدثها الانفجارات الكبيرة أو لعل المناظر التي قد يشاهدها على شاشات التلفزة لها دور كبير في هذه المشاعر فهنا تبدأ الذاكرة بخزين صورة داخلية ومشاعر خاصة ومن الغريب أن الشخص يربط هذه المشاعر والشعور بالخوف بالأماكن التي قد وجد فيها الشعور بالخوف فإن أبعدناه عن ذاك المصدر الذي تسبب بخوفه الكبير تجده قد نسي كل مشاعره الدخيلة وسارع للعمل ومواصلة الحياة وبشكل أفضل وقد يصبح له شأن جراء ما لقيه من تلك الصدمة أي أنها قد تؤثر عليه إيجابا لا سلبا.
أعراض هذا المرض
إن كل من يهتم بمتابعة موضوع كالخوف والأشخاص المصابون به -ومنهم من يحمل هذا الشعور أيضا- يحبون معرفة كيف يمكنهم التعرف على حامل المرض فمن الأعراض التي تظهر على من يصاحبه الخوف التالي:

تجد أشخاص يخافون من الحديث والتواصل مع الآخرين فهم يعانون من مشكلة وحاجر لا يستطيعون كسره والخروج والولوج للعالم فمنهم من يخاف الحديث في الهاتف ومنهم من يخاف الرد على طارق الباب وهناك من يخاف الحديث في العتمة للوقاية من الارتباك.
وهناك نوع آخر من يوصمون بذوي الشخصيات الضعيفة فمثل هؤلاء ستجنبون الحديث في مجلس يعم بالناس وخاصة إن كانوا أعلى منه شأنا وقدرا وفي الواقع ليس كلهم قد يكون مصابا بالخوف فمنهم من لا يملك الكلام والعقل الراجح فيفضل الصمت لحفظ ماء وجهه إن نطق ببنت شفة حتى وهذا نابع من قلة الثقة في النفس.
النوع الذي يصفه الناس بأنه غير اجتماعي فمثلا إن قام بشراء جهاز للبيت أو قطعة ملابس وقد أيقن بأن ما اشتراه به علة فلا يقرر أن يعود ثانية ويرجعها لصاحبها بل قد يشعر بالخجل متسترا بأنه لا يريد أن يحرج نفسه بين الناس إن قام البائع بمضايقته وهذا يعتبر ضعفا في الشخصية أكثر من أن نعتبره خوفا.
الأشخاص الخجولين في الأماكن الراقية فقد يحدث إن ذهب أحدهم إلى استراحة أو مطعم مثلا وأساء العاملون هناك معاملتهم فيخاف أن يشكوهم لصاحب العمل ظنا منه أنه بهذا يحجب المشاكل وهو لا يدري أنهم قد يتمادون لحد لا يطيق هو أن يصبر عليه.
أشخاص قد تجدهم في ذيل السلم المتعلق بموظفين الشركات فهم من يخافون الاقتراب من المسؤولين لديهم ويحاولون ألا يكونوا أعلاما حتى لا يحاسبوا على الأخطاء التي يقترفونها بدافع داخلي وهو الخوف من التوبيخ كما أنهم في المواقف الاجتماعية يخفون آراءهم المخالفة ويترددون كثيرا ويشعرون بالقلق من الدخول في مواقف جديدة تجعلهم في موضع التقييم والاختبار.
العلاج
يوجد أنواع لعلاج الخوف وكل متعلق بحالة الخوف المصاب صاحبها بها ومن هذه الطرق:

هناك تمارين ينصح بها الأطباء مثل تمارين خاصة بطريقة التنفس في حالات الخوف.
هناك بعض المضادات الحيوية والأدوية التي تعالج الخوف والاكتئاب أيضا وتقدر الفترة التي يتم العلاج فيها والبدء بالتحسن 90 يوما تقريبا.
وهناك طرق قد تساهم بشكل أكبر من العلاج فقد يكون الخوف عبارة عن عقدة كبرت معك وفي مثل هذه الحالات ينصح بأن تفعل ذاك الشبح أي الشيء الذي تخافه وتخشى منه وسيساعدك هذا كثيرا في التخلص من هذا الهم.
حاول أن تغرس في روحك ونفسك غرسا فأقنع نفسك أنك ستقهر كل المخاوف وأنك أفضل وأقوى.
حاول أن تستبدل الخوف بمشاعر أخرى إيجابية تجعلك تشعر بتحسن وانك قادر على العطاء.
قاوم كل الإيحاءات التي تجعلك تشعر بالخوف بشكل معاكس ومغاير فإن كنت تخاف من الجبال وعلوها مثلا اقرأ من أشعار وشاهد أفلاما وثائقية عن الجبال وجمالها ومعالمهما والشعور الصحراوي الرائع فهذه طريقة عملية جدا للتخلص من شبح الخوف المهيمن عليك.

ومن الجدير بالذكر في هذا الموضوع أن من يصاب بهذا الشعور لا يعيبه ولا ينقصه من أنه انسان طبيعي فلا أحد منا يعرف ما قد يتعرض له وما قد يشاهده في هذه الحياة فينبغي مساعدتهم بشتى الطرق كي يستعيدوا طبيعتهم التي سلبت منهم في السابق.