نحن عندما نتحدث عن علاج لمرض الربو لا نتحدث عن ( شفاء) المرض إنما نتحدث عن (السيطرة) على المرض إذ لا يمكن الشفاء التام من المرض ما دام هنالك عوامل تحسس وهنالك مريض يتعرض لها ويعاني من فرط الاستجابة لها.
ونحن إن عزلنا المريض عن عوامل التحسس استطعنا السيطرة على المرض وإن لم يمكننا ذلك ثبطنا فرط الاستجابة لدى المريض حتى لا يتأثر بتعرضه لعوامل التحسس. هذا باختصار هو منطق السيطرة على المرض.
متى يكون مرض الربو مسيطرا عليه؟ في حال تحققت الأمور الستة التالية:
1. اختفاء الأعراض اليومية (حدوثها مرتين أو أقل أسبوعيا)
2. اختفاء الأعراض الليلية التي توقظ المريض اختفاء كليا
3. انتفاء الحاجة للأدوية الإسعافية (احتياجها مرتين أو أقل أسبوعيا)
4. النشاط اليومي طبيعي بما في ذلك الرياضة ولا يحده مرض الربو
5. وظائف الرئة طبيعية (FEV1)
6. عدم حدوث نوبات حادة تستلزم العلاج الطارئ
أول خطوة في العلاج هي بناء علاقة تشاركية بين الطبيب والمريض وهذه العلاقة هي التي تسمح للطبيب بتفهم حالة المريض جيدا وهي التي تسمح للمريض بتفهم طبيعة المرض والعلاج وطرح الأسئلة للطبيب والتفاعل مع نصائحه. علاج الربو ليس علاجا باتجاه واحد -وكذا سائر الأمراض- بل المريض شريك في اتخاذ القرار الذي يناسبه وهذا يتطلب قناعة واطمئنانا لما يقوله الطبيب وبالخلاصة هذا ينعكس على التزام المريض بنصائح الطبيب ومن ثم على مقدار السيطرة على المرض.
وأول نصيحة للمريض هي تجنب عوامل التحسس المهيجة للربو هذا هو المبدأ الأهم في علاج كافة أمراض الحساسية. وحتى يتجنبها المريض فعليه أن يتعرف عليها أولا وذلك بالبحث عنها في الأماكن والأوقات التي تأتيه فيه أعراض الربو. وبالإجمال ننصح المريض بالتالي:

البقاء بعيدا عن التدخين ومنع التدخين داخل البيت
تجنب المحسسات في العملأو داخل البيت (كالمواد الكيميائية والطباشير في المدارس والعطور.)
تنظيف غبار المنزل العالق بالستائر والشراشف والبطانيات بغسلها وتجفيفها بالشمس
تجنب وضع السجاد والموكيت في غرفة النوم وتنظيفها من الغبار
إبعاد الحيوانات الأليفة ذات الفرو عن غرفة النوم على الأقل
التخلص من الصراصير وعند رشها بالمبيدات ينبغي مراعاة وجود المريض خارج البيت
علاج الرطوبة والعفن داخل المنزل
في فترات الغبار وطلع الأشجار في الربيع يفضل إغلاق النوافذ والبقاء في المنزل
وكذا ينصح المريض بأخذ لقاح الإنفلونزا كل عام]
أما النصيحة الثانية فهي في تثبيط فرط الاستجابة لدى المريض وإزالة الأعراض الحادة وهذا يتم بالأدوية وهو ما فضلنا تفصيله في مقال مستقل لاحق.
د. أنس المحتسب