جسم الإنسان تلك التركيبة بالغة التعقيد التي أبدعها الخالق عز وجل في نظام غاية في الدقة يقوم على العديد من العمليات الحيوية المعقدة والمترابطة والمتناغمة مع بعضها البعض بحيث لا يطغى أي منها على الآخر فلكل منها أهمية كبيرة للجسم ومن أبرز هذه العمليات الحيوية التنفس فعملية التنفس تعد من أهم العمليات التي يقوم بها الجسم ليبقى على قيد الحياة لأن جميع ما تبقى من العمليات الحيوية التي تحدث داخل الجسم تعتمد عليها فعندما يعجز الجسم عن القيام بالتنفس فإنه من المستحيل أن يبقى على قيد الحياة.

كي تتم عملية التنفس بالشكل الصحيح وعلى أكمل وجه فقد أوجد الله عز وجل في جسم الإنسان جهاز كامل ومتكامل مهمته القيام بعملية التنفس ويدعى الجهاز التنفسي ويمكن تعريف التنفس على أنه عملية سحب الأكسجين من المحيط الخارجي وإدخاله إلى داخل الجسم ليقوم الجسم بدوره بإطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتم إخراجه خارج الجسم من خلال هذه العملية وعملية التنفس لا تكمن فقط في إدخال الأكسجين إلى الرئتين ومن ثم إخراج ثاني أكسيد الكربون إلى خارج الجسم بل إن الأكسجين الممتص من عملية التنفس يصل إلى كل خلية ونسيج داخل الجسم للاستفادة منه على أكمل وجه إذ يتم التنفس عبر عمليتين وهما:

التنفس الخارجي: في هذه العملية يتم امتصاص الأكسجين من الخارج إلى داخل الجسم من خلال عملية الشهيق ليتم تحويله إلى غاز ثاني أكسيد الكربون ومن ثم إخراجه خارج الجسم من خلال عملية الزفير.
التنفس الداخلي: التي يصل فيها الأكسجين الموجود في الدم إلى جميع الخلايا والأنسجة داخل الجسم لتتمكن من أكسدة الغذاء بداخلها لإنتاج الطاقة الضرورية للجسم.

كما ذكرنا سابقا أن الأصل في التنفس هو إدخال الأكسجين إلى داخل الجسم والذي عادة ما يتم إدخاله عن طريق الأنف وهناك من يعجز عن ذلك بسبب إصابته باحتقان في الأنف أو وجود مشاكل معينة في الأنف لذا فإن الإنسان في هذه الحالة سيستخدم الفم لعملية التنفس إلا أن الطريقة الأمثل هي استخدام الأنف لأن ذلك له الكثير من الفوائد للجهاز التنفسي أبرزها:

يعمل الأنف على جعل الهواء الداخل عبره رطبا قبل أن يصل إلى المجاري التنفسية والرئتين على عكس الفم.
يعمل الأنف على تنقية الهواء الداخل عبره لوجود الشعيرات والأغشية المخاطية والتي تعمل بدورها كمرشح للهواء إذ تعلق بهما جميع الشوائب الموجودة في الهواء الأمر الذي يجعله نقيا ونظيفا قبل دخوله إلى داخل الجسم على عكس الفم الذي يدخل الهواء كما هو إلى داخل الجسم.
للتنفس عن طريق الأنف ميزة لا يمتلكها الفم إذ إن الهواء الداخل عبر الأنف يتم خلطه بغاز ثاني أكسيد النتريك الذي تفرزه الجيوب الأنفية والمجاري التنفسية ويعمل هذا الغاز على توسيع مجرى الأوعية الدموية ورفع طاقتها الاستيعابية وبالتالي تحسين وتنشيط الدورة الدموية.