يعاني الكثير من الأشخاص من إعتلال في عمل الغدة الدرقية و قد يؤدي إهمال العلاج إلى عواقب وخيمة على صحة الفرد إذ تبتدئ العوارض بشكل طفيف ثم تتفاقم مع الوقت . و من حسن الحظ أنه عند تشخيصها فإن معظم مشاكل الغدة الدرقية قابلة للعلاج بشكل فعال مع ضرورة المتابعة الطبية بشكل دوري .
تنقسم مشاكل الغدة الدرقية إلى قسمين أساسيين هما نقص هرمون الغدة الدرقية و فرط الهرمون وتختلف الأمراض المسببة لكل قسم منهما .

١- نقص هرمون الغدة الدرقية
ينظم هرمون الغدة الدرقية العديد من العمليات الحيوية في جسم الانسان و نتيجة لذلك فإن نقص هذا الهرمون يؤدي إلى ظهور طيف واسع من العوارض الجسمية و تختلف حدة هذه العوارض بإختلاف شدة نقص الهرمون بالإضافة إلى طول الفترة الزمنية التي تعرض فيها الجسم لهذا النقص .
من أكثر العوارض الجسمية إرتباطا بنقص هرمون الغدة الدرقية نذكر الآتي : الإمساك زيادة الإحساس بالبرد جفاف الجلد آلام في العضلات الدانية و جفاف الشعر و تساقطه .
و من العوارض الاخرى إزدياد الوزن الإرهاق و التعب ضعف التركيز و الذاكرة الشعور بالإكتئاب آلام عامة في العضلات و المفاصل بالاضافة إلى إضطراب في الدورة الشهرية لدى الإناث و من الجدير بالذكر أن هذه العوارض قد تحدث نتيجة عدد من الأمراض بالاضافة إلى قصور الغدة الدرقية .
تختلف العوارض بإختلاف عمر و جنس المصاب إذ يظهر لدى الرضع و الأطفال قصور في النمو بالاضافة إلى الخمول .
أما كبار السن فيلاحظ عليهم تباطؤ في مستوى النشاط العقلي و الإدراكي بدون ظهور عوارض اخرى و في السدات قد يظهر قصور الغدة الدرقية بشكل دورة غير منتظمة أو كثيفة أو صعوبة في الحمل .
ينصح المريض بمراجعة الطبيب في حالة وجود أي من العوارض السابقة من أجل تقييم حاجته إلى إجراء فحص مخبري لمستوى هرمون الغدة الدرقية .

٢- فرط هرمون الغدة الدرقية
فرط هرمون الغدة الدرقية أيضا يحدث طيفا واسعا من العوارض و التي تختلف بإختلاف عمر المريض مدة المرض و شدته نوع الداء المؤدي إلى إعتلال الغدة الدرقية بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى تساهم في الصورة المرضية .
من أبرز العوارض التي يعاني منها المرضى الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عاما : تسارع في نبضات القلب إزدياد التعرق الشعور الدائم بالحر تضخم في حجم الغدة الدرقية العصبية و الهياج الرعاش إنخفاض الوزن رغم إزدياد الشهية نحو الطعام و الماء و في حالات نادرة قد يصيب المريض إرتجاف قلبي أذيني او إنعدام في الشهية ويجدر بالذكر أن هذه العوارض مرتبة تنازليا حسب نسبة حدوثها في المرضى .
أما العوارض التي تصيب كبار السن (مرتبة تنازليا حسب نسبة الحدوث ) : تسارع نبضات القلب الإرهاق العام نقصان الوزن تضخم الغدة الدرقية الرعاش أو الرجفة إرتجاف قلبي أذيني إنعدام الشهية نحو الطعام العصبية و الهياج الإكتئاب إزدياد التعرق و عدم احتمال الحر .
و من المظاهر الأخرى لفرط هرمون الغدة الدرقية الإسهال اضطراب الدورة الشهرية عند الإناث صعوبة الحمل الأرق إرتفاع ضغط الدم و أحيانا الذهان .

إضافة إلى عوارض الداء المسبب لفرط الغدة الدرقية و أكثرها شيوعا داء غريفز ( بالإضافة إلى العوارض السابقة) يؤدي إلى وجود مظاهر عينية مثل جحوظ العينين و زيادة إفراز الدمع و احتقان الملتحمة . وفي حالة التهاب الغدة الدرقية يعاني المريض من آلام في العنق و غدة متضخمة .
يختلف العلاج بإختلاف الداء و لكن تبقى الخطوة الأولى هي تشخيص المرض من العوارض الجسمية .