اختبر جميع البشر حالة التنميل بشكلٍ أو بآخر أكثر من مرة في حياتهم ويكون التنميل له عدة صور مختلفة وغالبا ما يصيب الأطراف التي لا يصل إليها الدم بشكل جيد ويشعر الشخص المصاب بتلك الحالة بالوخز الذي يصاحبه عدم الشعور بالمنطقة المصابة بشكل طبيعي حيث تكون أقرب إلى الخدر. التنميل قد يصيب أي جزءٍ من أجزاء الجسم على الرغم من شيوع إصابته للأعضاء الطرفية.
ويكون سبب الإصابة المباشر في تلك الحالات هو النقص الذي يحدث في وصول الدم إلى المنطقة المصابة كما يحدث في حالات النوم على أحد الذراعين لفترة طويلة وتكون فترة الإصابة بالتنميل في تلك الحالات قصيرة وتنتهي بمجرد زوال سبب التنميل. وفي حالات أخرى يحدث التنميل بسبب إصابة الأعصاب الطرفية بالالتهاب أو التلف الناتج عن الإصابة بمرض السكري أو مرض التصلب المتعدد أو غيرهما من الأمراض ويكون التنميل في تلك الحالات مزمنا ويستمر لفترات طويلة من الزمن. هذا إلى جانب التنميل الناتج عن عدوى فيروسية أو غيرها من المشاكل الصحية التي تكون غير خطيرة في المجمل ما عدا حالات الإصابة بالأورام السرطانية والسكتات الدماغية.
وحالات التنميل التي تصيب بقية مناطق الجسم ومنها الرأس تحدث بسبب العديد من الأمراض المتنوعة لأن التنميل ليس مرضا مستقلا بذاته بل يمثل أحد الأعراض دائما ومن أهم الأمراض وأكثرها تأثيرا على عملية تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة الأمراض المرتبطة بالدورة الدموية مثل: التهابات وتجلط الأوردة والشرايين فيما يعرف بداء بورجر أو التجلط الوريدي العميق الذي يبدأ من الساق كجلطة دموية تتحرك في الجسم صعودا ويمكن أن تسبب الانسداد الرئوي أو السكتات القلبية أو الدماغية كذلك حالات التشوه الشرياني الوريدي التي تكون عبارة عن تشابكات بين الأوردة بشكلٍ شاذ عن المألوف.
أيضا هناك حالات أخرى مرضية ومن أهم أعراضها حدوث التنميل الذي يمكن أن يصيب الرأس في الكثير من الأحيان مثل: إدمان الكحول أو المخدرات والإصابة بحالات فقر الدم الخبيث الذي يكون أحد أهم أعراضه نقص فيتامين باء وقصور الغدة الدرقية والتهاب الدماغ الناتج عن الإصابة بالعدوى سواء أكانت فيروسية أو بكتيرية ووجود أورام أو إصابة في النخاع الشوكي كالالتهاب وحالات التسمم بالمعادن التي تدخل إلى الجسم مثل: الرصاص أو المعادن الموجودة في مزيلات العرق بشكل عام أو وجود أورام في المخ بنوعيها حميدة أو خبيثة. ومن الضروري عند الإصابة بالتنميل في الرأس بشكل خاص أو الجسم بشكل عام لمدة تتجاوز بضع دقائق الاتصال بالطبيب من أجل تحديد سبب المشكلة وضمان عدم حدوث مضاعفات.