تحليل قبل الزواج

إن التحليل والإختبار الذي يتم ما قبل الزواج والمعاشرة هو تحليل مهم وضروري جدا لأؤلئك الذين يهتمون كثيرا بالإنجاب في المقام الأول وعلى رأس الأولويات من زواجهم حتى لا يأت أطفالهم مرضى ومصابين بأمراض كان من الممكن تفاديها لو تم هذا التحليل ونفذ وعرف كلا الزوجين أن زواجهم من المستحيل له أن ينجب أطفالا أصحاء وأسوياء فيبحث عندها كلا منهما بعدها عن شريك آخر ليتزوجه من أجل إنجاب أطفال يتمتعون دوما و بإذن الله بصحة جيدة .

من فوائد الفحص قبل الزواج :

أولا – نرى أن المقدمين على الزواج بهذه الحالة يكونون دوما على علم بالأمراض الوراثية المحتملة فيما بعد للذرية إن وجدت فتتسع أمامهم عندها الخيارات إما في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج الذي سيكون من جرائه ضرر على النسل .

ثانيا - تقديم النصح الدائم والدوري للمقبلين على الزواج بعد ذلك إذا ما تبين وجود ما يستدعي ذلك ويتم ذلك بعد إستقصاء التاريخ المرضي لديهما – الزوجين - والفحص السريري وأيضا اختلاف رمز الدم .

ثالثا- مرض التلاسيميا إن هذا المرض المتفشي الخطير هو المرض الذي ينتشر بشكل واسع وواضح وجلي في حوض البحر المتوسط بشكل عام وهو المرض الفتاك الذي توجد وسائل للوقاية من حدوثه قبل الزواج لو تم الفحص .

رابعا - يجب المحافظة بعد ذلك على سلامة الزوجين من الأمراض والعاهات فقد يكون ربما أحدهما مصابا بمرض يعد بشكل واضح وجلي معديا فينقل العدوى إلى زوجه الآخر الصحيح والسليم.

خامسا - إن عقد الزواج المقدس بشكل عام هو عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والإستمرار مدى الحياة وإلى الأبد فإذا تبين بعد هذا الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض لعين ما فإن هذا قد يكون سببا في إنهاء وإفساد هذه الحياة الزوجية لعدم قبول الطرف والزوج الآخر به بعدها .

سادسا – إنه وبالفحص الطبي الشامل والوافر والدقيق يتأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين المتهيئين والمقبلين على الزواج من مقدرة وقدرة الطرف الآخر على الإنجاب بكفاءة وعدم وجود العقم لديه أو لديها وكذلك يتبين مدى مقدرة وقدرة الزوج منهما على المعاشرة الزوجية والجماع بشكل طبيعي وصحي وسليم .

سابعا - وبالفحص الطبي هذا يتبين أيضا ونجد أنه يتم الحد من إنتشار الأمراض الفتاكة المعدية والتقليل من ولادة أطفال غير مكتملين ومشوهين كذلك أو معاقين والذين سوف يسببون بدورهم متاعب فيما بعد لأسرهم ومجتمعاتهم.

أما من بعض السلبيات المتوقعة لا سمح الله من هذا الفحص فتكمن في :
أولا – إن إيهام الناس أن إجراء هذا الفحص والإختبار سوف يقيهم من الأمراض الوراثية الفتاكة هذا كلام غير صحيح البتة لأن هذا الفحص لا يبحث في العموم بشكل عام سوى عن مرضين أو ثلاثة أو أربعة تعد منتشرة ومتواجدة في مجتمع معين.

ثانيا – كذلك فإن إيهام الناس أن زواج الأقارب فقط هو السبب المباشر لجميع هذه الأمراض المنتشرة والمتفشية في مجتمعاتنا هو كلام غير صحيح إطلاقا .

ثالثا – ربما قد يحدث كما هو الحال غالبا عندنا تسريب لنتائج الفحص وعدم كتمان سر المريض كوننا مجتمع مريض اجتماعيا فيتضرر أصحابها لا سيما المرأة الضعيفة مهضومة الجناح فقد يعزف عنها الخطاب ولا يطلبون يدها إذا ما علموا أن زواجهم منها لم يتم سابقا من قبل خطيبها بغض النظر عن نوع المرض لديها وينشأ عن ذلك المشاكل .

رابعا - هذا الفحص الشامل يجعل حياة بعضا من الناس تدخل في القلق و الخوف و الرعب و الحيرة و أيضا الكئابة و اليأس إذا ما تم إعلام وإخبار هذا الشخص بأنه سيصاب هو أو ذريته ونسله بمرض عضال لا قدر الله ولا شفاء له من الناحية الطبية .

خامسا – إن التكلفة المادية لهذا الفحص المكلف والتي يتعذر على البعض الإلتزام بها و في حال إلزام الحكومات للناس بجعل الفحوص شرطا للزواج وإتمامه وتوثيقه ستزداد المشاكل حدة وإن قضية إخراج وإستصدار شهادات صحية من المستشفيات الحكومية وغيرها أمر غاية في السهولة والمرونة .

نجد أن الفحوص اللازمة للرجل والمرأة على حد سواء قبل الزواج والعشرة والمعاشرة تتمثل في الأمور التالية على الترتيب:
-أولا - التاريخ العائلي. لابد من التعرف هنا على درجة القرابة ووجود الأمراض الوراثية في العائلتين مثل الضغط السكر أو وجود حالة من الأمراض العقلية أو النفسية

-ثانيا – الفحوص الطبية. وهو فحص سريري مألوف يقوم الطبيب فيه بفحص طبي شامل لجميع أجهزة الجسم مثل القلب والكبد والطحال والصدر البطن الوزن الطول والدهون والضغطوكذلك العظام .

ويبقى القول أن عمل هذا الفحص يمتلك من الإيجابيات أكثر بكثير من السلبيات الناتجة عنه .