الكريتانين أو (Creatinine) هي مادة يتم إنتاجها من مادة فوسفات الكرياتين والتي هي مادة موجودة في العضلات. يتم إنتاج هذه المادة من الجسم وتحديدا العضلات إعتمادا على الكتلة العضلية للجسم ولكنها تكون ذات معدل ثابت. عندما يتم إنتاج الكريتانين يتم إفرازه إلى الدم وبعدها يتم أخذه من قبل الكلى ليتم تصفيته. وفي حالة وجود خلل في إحدى وظائف الكلى والتي قد تؤثر على معدل الترشيح الكبيبي أو (Glomerular Filtration Rate) أو(GFR) فإن كمية الكريتانين التي يتم تصفيتها من قبل الدم ستقل وبالتالي تكون نسبتها في الدم عالية. وهذه الكمية التي تكون في الدم من الكريتانين تستخدم لمعرفة درجة نقاء الكريتانين (Creatinine Clearance) أو(CrCl) والتي بدورها قد تساعدنا في معرفة (GFR).
ومن هنا فإن فحص مستوى الكريتانين في الدم يساعدنا على معرفة مقدرة الكلى على أداء وظائفها كما تساعدنا على معرفة مقدار كتلة العضلات. وكما ذكرنا سابقا فإن الكرياتين تتواجد في العضلات وفي أنسجتها وعندما يتم تبادل المواد بين العضلات والدم يتم تحويل الكرياتين إلى كريتانين ومن ثم ينتقل عن طريق الدم إلى الكلى ويتم تصفيته من خلالها. وبالتالي فكلما كانت كتلة العضلات كبيرة تكون نسبة كمية الكريتانين في الدم مرتفعة وعندما تكون الكتلة صغيرة تكون كميتها في الدم منخفضة. وبناء عليه فإن مستوى كمية الكريتانين في الدم بالنسبة للرجال تكون أعلى من تلك النسبة لدى النساء باعتبار أن كتلة العضلات للرجال تكون أكبر من تلك للنساء.
وكما ذكرنا سابقا فإن ارتفاع مستوى الكريتانين في الدم تعني أن هناك خللا ما في الكلى ومنها أن الكلى قد تكون قد تعرضت للإصابة بالعدوى البكتيرية وكذلك فهي قد تعني وجود خلل ما في الأوعية الدموية في الكلى أي أنها تكون قد تعرضت لضرر أو تورم فيها كنتيجة للإصابة بالعدوى أو لبعض أمراض المناعة الذاتية. تتسبب المخدرات والسموم الأخرى كالكحول مثلا في موت الخلايا التي تتكون منها أنابيب الكلى الصغيرة. إن تعرض المسالك البولية للإنسداد لسبب أو لآخر كنتيجة لحصاة الكلى أو كنتيجة لمرض في البروستات تتسبب في ارتفاع نسبة الكريتانين في الدم وكما أنها قد ترتفع أيضا في حالة إصابة العضلات وكنتيجة لمضاعفات لمرض السكري وإنخفاض الدورة الدموية إلى الكلى كنتيجة لتعرض لصدمة ما وفي حالة تصلب الشرايين وفشل القلب الإحتقاني وغيرها من الأسباب. وقد ترتفع نسبة الكريتانين في الدم في حالة الحمل ولكن بنسبة قليلة.