لا يستطيع الكثير من الناس التفرقة بين المرض النفسي و المرض العقلي . حيث يعتبر أغلب الناس مرضى نفسيين في الواقع إذا تم التعامل مع حالاتهم النفسية بدقة علمية أما المرض العقلي أو الذهان فالمصابون به قلة و ينبذهم المجتمع و لا يستطيع أحد التعامل معهم بشكل طبيعي . في حين أن المرضى النفسيين هم أشخاص يتعاملون بشكل طبيعي مع غيرهم من الناس لكنهم يعانون من ضغوط و إضطرابات نفسية و مخاوف و أفكار تجعلهم قلقين و غير مرتاحين و تؤثر على صفاء ذهنهم . و لا يبين المرض النفسي لدى معظم الأشخاص إلا في حالات معينة يكون فيها الضغط النفسي شديد و يؤثر على حالتهم تحديدا فالمصابون بالرهاب يعتبرون مرضى نفسيين و لا يمكن إكتشاف ذلك الرهاب أو " الفوبيا " إلا إذا تعرضوا لمواقف تضغط على أعصابهم و تسبب ظهور تلك الحالة .
هكذا تتسع دائرة المرض النفسي لتشمل جميع الأشخاص فكل منا يتعرض للضغوط في حياته بشكل قد يجعله عرضة للإكتئاب لفترة من الزمن و هو ما يعد مرضا نفسيا لكن الثابت أن الأمراض النفسية من السهل علاجها عند استشارة المتخصصين و الثقة بالنفس و الشجاعة في مواجهة تلك المشاكل النفسية .
و أغلب المشاكل النفسية تحدث و تمر دون الحاجة إلى تدخل أخصائي كحالات الحزن أو الخوف غير المبرر لكن بشكل بسيط أو القلق المبالغ فيه و الذي ينتج عن الضوط الحياتية . حيث نجد ان أغلب تلك المشاكل تزول بزوال السبب المؤدي لها .
لكن هناك عدة علامات إذا ما لاحظتها فيك أو لاحظها فيك آخرون و أخبروك بها عليك بإستشارة أخصائي نفسي للعمل على حل المشاكل قبل تفاقمها . مثل الغضب الشديد بدون سبب واضح و التعامل مع الآخرين بناء على ذلك الغضب . أو النسيان المبالغ فيه الذي قد يصل لأن تنسى أرقام هواتفك الشخصية أو الأشياء البسيطة التي تقوم بها بإعتيادية و بشكل يؤثر على حيتك بالسلب . كذلك عندما تلاحظ ان التفكير ياخذك كثيرا و تسرح بخيالك في مختلف الأشياء في أوقات ليست مناسبة لا يكتشف البعض في تلك الحالات أنهم يتحدثون مع أنفسهم .
و عموما فإن المرض النفسي الذي يحتاج للعلاج هو ما يؤثر سلبا على تعاملك مع من حولك أما ما دون ذلك فيمكنك التعامل معه شخصيا بالإصرار و الجهد .