يعد الدم في الإنسان من أهم المكونات في جسم الإنسان لما له من دور مهم ووظائف أساسية لا يمكن الإستغناء عنها لضمان إستمرار حياة الإنسان ونموه. فالدم هو الذي يزود خلايا الجسم بالأكسجين والغذاء وهو ناقل للسوائل في جسم الأنسان من ماء وهرمونات وإنزيمات والتي تنظم عمل وظائف الأعضاء في الجسم. والدم هو ناقل نفايات الجسم للتخلص منها عن طريق جهاز الإخراج. كما أن للدم دور كبير في حماية جسم الإنسان من الميكروبات ومسببات الأمراض حيث يحتوي على خلايا الدم البيضاء والتي تعد خط الدفاع الأول ضد هذه الميكروبات.

يصاب دم الإنسان كأي مكون في الجسم بأمراض مختلفة. وتختلف هذه الأمراض من حيث خطورتها ومسبباتها ونتائجها. ومن أخطر هذه الأمراض وأكثرها إنتشارا مرض فقر الدم (الأنيميا). وهي حالة تصيب الدم بحيث يكون هناك نقص كبير في خلايا الدم الحمراء والتي وظيفتها الأساسية نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. وهناك أنواع مختلفة من فقر الدم فقد يكون مؤقتا وبسيطا لأسباب مختلفة تتعلق أغلبها في نمط التغذية والحياة. وقد يكون هذا المرض مستمرا ومزمنا.

هناك أعراض مختلفة تبدو على الشخص المصاب بفقر الدم. فيبدو على المصاب التعب المستمر أو بفترات متباعدة وخصوصا عند بذل مجهود معين أو خلال العمل أو ممارسة الرياضة. كما يبدو على مريض فقر الدم الشحوب فيختلف شكله ويبدو عليه التعب بأثر نقص الأكسجين الواصل للجسم. ويحدث خفقان للقلب يكون هذا الخفقان سريعا وغير منتظم. ويشعر بآلام في الصدر والصداع والدوخة وضعف التركيز والإدراك. كما ويشعر ببرود الأطراف. وتزداد هذه الأعراض سوءا كلما تقدم المرض وأخذ وقتا أطول.

هناك أسباب كثيرة لفقر الدم حسب نوع فقر الدم المصاب به فهناك فقر الدم الذي ينتج من نقص الحديد بسبب قلة عنصر الحديد في الجسم والذي يحصل عليه الجسم من الغذاء. ويؤثر نقص الحديد في الجسم على إنتاج هيموغلوبين الدم الذي ينتج في نخاع العظم. ومن مسببات مرض فقر الدم هو نقص الفيتامينات مثل (B12) وحمض الفوليك. وقد يكون سبب فقر الدم مرض مزمن يؤثر على هيموغلوبين الدم مثل السرطان والإيدز وبعض أنواع الإلتهابات. وهناك مرض اللوكيما أو سرطان الدم وهو مرض يصيب نخاع العظم فيقل إنتاج الهيموغلوبين في الدم بشكل كبير. ولا ننسى سوء التغذية وهو السبب الرئيس وغير المباشر للأسباب السابقة. و قد يسبب الحمل فقر في الدم عند المرأة الحامل.

يمكن علاج فقر الدم بطرق مختلفة وحسب السبب المسبب له فيمكن علاجه من خلال تناول المكملات الغذائية من حديد وفيتامينات. مع تحسين نوعية الغذاء المتناول من الشخص المصاب. ويمكن علاج مرض اللوكيميا من خلال الأدوية الكيميائية أو حتى زراعة نخاع للعظم. ويمكن علاج فقر الدم من خلال علاج مسبباته مثل الأمراض التي تسببه وتناول بعض الأدوية المحفزة لإنتاج الهيموغلوبين أو الإمتناع عن الأدوية التي تؤثر على الدم.

بقي أن نقول أن الوقاية خير من العلاج وأن المعدة هي بيت الداء والدواء. فمن خلال غذائنا يمكننا أن نتجنب الكثير من الأمراض ومنها فقر الدم فتناول الأغذية الغنية بالحديد وحمض الفوليك والفيتامينات مثل (B12) و فيتامين (C) مثل اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض والحبوب والخضروات الورقية الخضراء والفواكه يقي من الإصابة بفقر الدم أو يخفف من حدته عند الأشخاص المصابين به.