أحد أكثر أسباب زيارة عيادة طب الأسرة هو السعال الجاف المزمن وهو الذي يمتد فترة تزيد على ثلاثة شهور. وفي كثير من الأحيان يتكيف المريض مع السعال لدرجة أنه لا يلتفت إليه ولا يعطيه الاهتمام الكافي ويعتبره شيئا طبيعيا. وأحيانا قد يهمل الأهالي هذه الأعراض في أبنائهم هروبا من فكرة أن أبناءهم مصابون بمرض الربو وأنهم قد يحتاجون إلى بخاخات!
ثمة أسباب أساسية للسعال الجاف المزمن نذكرها مرتبة بحسب شيوعها:
1. الإفرازات خلف الأنفيةPND
2. مرض الربوAsthma
3. الارتداد المعدي المريئي GERD
4. ثمة سبب رابع وهو نادر ويكون نتيجة أحد أنواع الأدوية الخافضة للضغط من عائلة ACEI
ولكل من هذه الأسباب علامات تميزها عن غيرها فمثلا الإفرازات الأنفية نراها أثناء الفحص السريري للحلق ويرافقها عادة أعراض أنفية أخرى تختلف بحسب المرض المسبب لتلك الإفرازات. وأما الربو فيأتي على شكل نوبات ليلية أو نهارية ويرافقهعادة أزيز وضيق في النفس وضيق في الصدر. وأما الارتداد المعدي المريئي فيرافقه بالعادة حرقة في المعدة.
وقد يجتمع سببان أو أكثر في المريض الواحد وأحد أمثلة ذلك هو أثناء حساسية الربيع والتي تصيب الجيوب التنفسية والقصبات الهوائية فأما حساسية الجيوب فأحد أعراضها هو الإفرازات خلف الأنفية والتي تسبب سعالا جافا في غالب الأحيان وأما حساسية القصبات الهوائية (الربو) فتسبب السعال نتيجة التضيق في القصبات.
وفي بعض الأحيان قد نصل إلى التشخيص النهائي بالتجربة والخطأ. فمثلا إن ترجح للطبيب أن يكون الارتداد المعدي المريئي هو السبب فيعطي المريض الدواء المناسب له فترة من الوقت فإذا ما استجاب وتحسنت الأعراض تأكد من صحة تشخيصه وإلا فإنه يعدل إلى تشخيص آخر وعلاج آخر.
ختاما لا بد أن نذكر بأن علاج هذه الأمراض متوفر وآمن وأنها جميعا لا تحتاج إلى مضادات حيوية إلا إن تزامن معها التهاب بكتيري فغالبا يأتي المريض بأعراض مختلفة والله أعلم.
د. أنس المحتسب