الغدة النخامية من أحد الأمثلة المتواجدة في جسم الإنسان والتي تعكس مدى دقة الخالق سبحانه فبرغم صغر حجم هذه الغدة الذي يزن حوالي النصف جرام والواقعة أسفل الدماغ في التجويف العضمي في جمجمة الإنسان يطلق عليه اسم " السرج التركي " إلا أنها تعد القائد العام المسيطر على إفراز الهرمونات في الجسم لذا لقبت هذه الغدة " بمايسترو الغدد " .
وتتكون الغدة النخامية من ثلاثة أجزاء الجزء الأمامي المسمى بالنخامة الأمامية والخلفي المسمى بالنخافة الخلفية والأوسط . حيث يقوم كل من الأمامي والأوسط بإفراز هرمونات معينة مثل هرمون الحليب البرولاكتين والهرمون الموجه لقشر الكظر هرمون منبه الدرقية هرمون النمو الهرمون الملوتن هرمون منبه للجريب .
في حين أن الجزء الخلفي يقوم بتخزين الهرمونات التي يقوم الجزء العصبي بإفرازها من الهيبوثالامس كما يعمل على تنظيم إفرازها بالإضافة لإفرازه هرمون الفازوبروسين وهو الهرمون المضاد لإدرار البول .
وفي حال حدوث النقص أو الزيادة في إفراز أحد هذه الهرمونات أو أكثر من هرمون أدى ذلك لحدوث إضطراب في الغدة النخامية والذي يسمى أيضا بقصور نشاط الغدة النخامية والذي بدوره سيعطي الكثير من الأعراض وذلك بناءا على الهرمون المضطرب والتي سنقوم بذكرها تاليا .
فيما يتعلق بهرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية فيجب الإشارة إلى أنه وفي حال حصول أي زيادة في إفراز هرمون النمو سيترتب على ذلك الطول الغير طبيعي للجسم والضخامة وتسمى تلك الحالة الحاصلة " بالعملقة " وفي حال حصول هذه الزيادة في هرمون النمو بعد سن البلوغ أدى ذلك للإصابة بمرض " العملقة الطرفية " وهو عبارة عن ضخامة في القدمين واليدين تحديدا دون سائر أعضاء الجسم .
وعلى الجانب الآخر فإن أي انخفاض وتقليل من ناحية إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو سيترتب على ذلك القزامة أي قصر في القامة وبطء في النمو . أما بما يختص بهرمون الحليب فإن أي زيادة حاصلة في إفراز الغدة النخامية لهرمون الحليب ستؤدي إلى العقم وإفراز الحليب .
أما نقص هرمون المنبه للدرقية فهذا سيؤدي إلى إصابة الغدة الدرقية بالقصور من ناحية وظائفها هرمون الموجه للغدة الكظرية نقصه سيؤدي إلى قصور وظيفة الغدة الدرقية " مرض أديسون " .
هرمون الفازوبروسين في حال زيادة إفرازه أدى إلى إحتقان أو ازدياد السوائل في داخل جسم الإنسان مما سيؤدي حتما لازديدها داخل الخلايا تحديدا الخلايا الخاصة بالدماغ مما سيؤدي لحدوث إضطراب وخلل في وظيفتها وبعض الأحيان إلى حصول تشنجات دماغية .
وفي حالة كان النقص الحاصل أو عدم الإنتاج قد أصاب جميع هرمونات الغدة النخامية بأكملها أدى ذلك بإصابة البالغين و الأطفال بمرض معين .