يتكون جسم الإنسان من العديد من الأعضاء التي يلعب كل منها دورا مهما فلا يمكن أن يغني واحد مكان الآخر وإن أحد هذه الأعضاء والتي تعتبر من أكثرها إعجازا وتعقيدا هي العين فتتيح لنا العين فرصة التمتع بكل ما هو جميل عن طريق الإبصار.
وتتكون العين من العديد من الأجزاء فهنالك الشبكية والقرنية والمشيمية كما إن أكثر أجزاء العين وضوحا هي القزحية التي يكون الؤبؤ والذي هو موضوع حديثنا في مركزها.

فالبؤبؤ أو مايعرف بالحدقة هو سوادالعين وهو عبارة عن فتحة موجودة في مركز العين وتكمن وظيفتها في أنها تسمح للضوء بالمرور من خلالها كييصل إلى شبكية العين والتي تقوم بتحويل الأشعة الضوئية إلى إشارات عصبية حتى يقوم الدماغ بتحليلها.
وإن السر وراء ظهور البؤبؤ أو الحدقة باللون الأسود هو أن أشعة الضوء التي تدخل العين تمتص إما عن طريق الأنسجة داخل العين أو تمتص بعد أن تنعكس وتنتشر داخل العين فلا تخرج من العين نتيجة لضيق البؤبؤ.

يكون البؤبؤ في الإنسان مستديرا بينما يختلف هذا في باقي الحيوانات فنرى البؤبؤ على شكل شقٍ عمودي في لدى القطط ويكون أفقيا لدى الماعز.
أما عن حجمه فإنه يختلف باختلاف شدة الضوء عن طريق العضلتين العاصرة والموسعة الموجدتين في القزحية فتقوم العضلة العاصرة بتصغير البؤبؤ حتى يصل قطره إلى ما بين 3 إلى 5 ملمترات في حالة الضوء الشديد لمنع الكم الكبير من الضوء من الدخول إلى داخل العين بينما تقوم العضلة الموسعة بتوسعة البؤبؤ في حالة الضوء الخافت لإدخال أكبر كمٍ من الضوء إلى العين حيث يصل حيث يمكن أن يصل قطره إلى ما يقرب 9 ملمترات كما إن حجم البؤبؤ يتأثر أيضا بعامل آخر وهو قرب أو بعد الأجسام فنراه يضيق عند رؤية الأشياء القريبة حتى تكون الرؤية واضحة ويتسع عند رؤية الأشياء البعيدة.

ومن الأمور الأخرى التي تؤثر على البؤبؤ أيضا هي الحالة النفسية فيتسع البؤبؤ أو يتقلص في حالات الخوف كم أنه يستجيب لحالات أخرى من مثل زيادة الإنتباه أو الألم أو غيرها بالتوسع أو الانقباض.
أما عن الأمراض التي تؤثر على البؤبؤ فإنه يتأثر بمرض الساد (الماء الأبيض) فيتغير لونه من الأسود إلى الرمادي مع ازدياد حدة المرض مع ضعف شديدٍ في الرؤية كما أن بعض العقاقير قد يؤثر على البؤبؤ فمنها ما قد يتسبب بانقباضه كالكحول ومنها ما قد يتسبب باتساعه.
ومن المهم أن ننوه في النهاية لضرورة اتخاذ الاحتياطات أثناء القراءة والعمل على جهاز الحاسوب والفحص الدوري للحدقة ولأجزاء العين من أجل الحفاظ على سلامتها.