عمى الألوان هو مرض يصيب الإنسان ويجعله غير قادرٍ على التمييز بين بعض الألوان أو كل الألوان بسبب خللٍ في العين وتحديدا في الشبكية أو بسبب خللٍ في العصب البصري أو خللٍ في الخلايا البصرية في الدماغ. وأول من كتب عن مرض عمى الألوان هو العالم الإنجليزي جون دالتون حيث نشر موضوعا يشرح فيه عمى الألوان والطريف أن هذا العالم كان مصابا بهذ المرض.
تختلف نسب إصابة الأشخاص بهذا المرض من منطقةٍ لأخرى وهناك نسبة لا بأس بها من هؤلاء المصابين. فمثلا في أستراليا نسبة الذكور التي تصاب بهذا المرض هي 8 بالمائة ونسبة الإناث هي 0.4 بالمائة. ويوجد أسباب عديدة لهذا المرض منها السبب الوراثي حيث ينتقل المرض من الآباء إلى الأبناء وهو السبب الأكثر شيوعا. ومن الأسباب أيضا وجود خللٍ في المخاريط الموجودة في الشبكية ويوجد ثلاثة أنواعٍ من هذه المخاريط الحمراء والخضراء والزرقاء تحتوي كل منها على صبغة تمثل اللون وتقوم الخلايا المخروطية على إمتصاص الضوء الساقط على الشبكية وتحويله إلى إشارةٍ تصل إلى الدماغ وتفسيرها من قبل الدماغ إلى ما نراه من الألوان.
هناك أنواع من مرض عمى الألوان فهناك عمى الألوان الأحادي وفيه يرى المريض العالم باللونين الأبيض والأسود فقط. وهناك عمى الالوان الثنائي ويكون فيه المريض غير قادرٍ على التمييز بين لونين مثل التمييز بين اللونين الأصفر والبرتقالي أو التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر. وتتمثل أعراض هذا المرض برؤية المريض لأطيافٍ واسعةٍ من الألوان والتي تختلف عما يراه الأشخاص الآخرون ويكون معتقدا أنه يرى مثل الآخرين. وأيضا يكون عدد الألوان التي يراها قليل بالنسبة للأشخاص العاديين أو يرى الألوان الأسود والأبيض والرمادي فقط وهي تأتي في حالاتٍ نادرةٍ جدا.
يستخدم إختبار إيشيهار للألوان لتشخيص مرض عمى الألوان وهو مستخدم بشكلٍ كبيرٍ في ذلك. ويقوم هذا الفحص على تمييز مجموعةٍ من الأرقام والأحرف تكون موجودة داخل مجموعةٍ من البقع الملونة. ولا يوجد هناك علاج معين لمرض عمى الألوان ولكن يمكن إستخدام العدسات اللاصقة الملونة أو النظارات لتحسين الرؤية والتمييز بين الألوان. وفي بعض الحالات القليلة يمكن للتدخل الجراحي أن يحل جزءا من مشكلة عمى الألوان. وإذا كان سبب المرض تناول دواءٍ أو بسبب مادةٍ كيميائيةٍ معينةٍ فيمكن علاجه بعدم تناول الدواء أو الإبتعاد عن هذه المواد وتجنبها.