في أيامنا هذه نسمع بالكثير من الأمراض الغريبة التي تصيب الإنسان والتي لكثرتها لم يستطع الإنسان أن يجد دواء شافيا لها كلها. وإنما يتطور العلم رويدا رويدا ليحل جميع ألغاز أمراض عصرنا هذا وهناك أمراض ظهرت منذ قديم الزمن واختفت ثم عادت لتظهر لنا من جديد بشكل آخر من هذه الأمراض مرض "عرق النسا" فما هو هذا المرض؟

عرق النسا أو ما يسمى "ألم العصب الوركي" وهو مرض يصيب الساق والأرداف والأوراك بألم شديد وقد تصل إلى الشعور بالتنميل إلى أسفل الساق وإلى الركبة والقدم أحيانا. ويحدث هذا المرض نتيجة لإلتهاب في العصب الوركي وهو ألم يصيب العصب الذي يصل من الجزء السفلي للنخاع الشوكي مرورا بالظهر حتى الساق والقدم وهو الصعب الأطول في الجسم. هذا المرض يكون نتيجة الإصابة بأمراض مختلفة تصيب الظهر كحدوث فتق للفقرات العمودية - في العمود الفقري - أو كمرض اعتلال الغضاريف.

يصيب المرض النساء والرجال على حد سواء ولا يقتصر على النساء كما هو مرتبط باسمه. أما أسباب هذا المرض فهي كثيرة منها حدوث إلتهاب في العصب الوركي ومنطقة الفقرات أسفل الظهر نتيجة اختلال في الغضاريف. وقد يكون سبب المرض مرتبطا بالعمر حيث أنه يصيب كبار السن نتيجة التقدم بالعمر وزيادة خشونة فقرات العمود الفقري لكن أعراضه تكون أقل حدة وتظهر عند الوقوف والحركة. لكن هذا لا يعني أن الشباب لا يصابون به فقد يصاب به البعض نتيجة حدوث إنزلاق في الفقرات القطنية للغضاريف وتكون حدة الألم شديدة وقد تدوم لأسابيع.

أما العامل الوراثي لهذا المرض فهو جلي كذلك وقد يكون المرض نتيجة ضعف في الغضاريف وينتقل المرض هنا وراثيا. وأحيانا بعض السلوكيات قد تكون سببا للإصابة بهذا المرض فكثرة الجلوس نتيجة طبيعة العمل الذي يتطلب ذلك أو الإنحناء لفترات طويلة هي عوامل تسبب في حدوث المرض أما أعراض هذا المرض فهي الشعور بألم حاد في الساق المصابة وتكون الرجل ضعيفة. وقد يشعر المصاب بتنميل ووخز كذلك. وقد تتطور حال المرض إلى ضمور في عضلات الساق المصابة وأحيانا إلى عدم القدرة على التحكم في التبول.

عند الإصابة بالمرض وتشخيصه فإن العلاج الطبي يجب أن يضاف إليه علاجا طبيعيا ونفسيا للشفاء من المرض. العلاج الطبي يكون بالراحة التامة ليومين على الأكثر بالإضافة لممارسة بعض التمارين الخاصة بالظهر كالمشي والسباحة مع استخدام الثلج ووضعه في المنطقة المصابة لتخدير الألم. وإذا استمر الألم فيجب مراجعة الطبيب الذي يصف للمريض بعض المسكنات للألم ومضادات الإلتهاب وقد يحتاج الأمر للتدخل الجراحي.
أما العلاج النفسي لهذا المرض فيكون بعدم الإستسلام للمرض ومقاومته دون أن يضطر المريض للعلاج الجراحي. أما طبيعيا فيمكنك من علال بعض الأعشاب التي تشربها أن تخفف من أعراض هذا المرض كشرب الزنجبيل مثلا والذي يساعد في تخفيف آلام الأعصاب وغلي ثمار الصفاف أيضا والذي يحتوي على مادة الساليسين والتي تساعد في الشفاء من المرض. كما أن شرب الماء يساعد في تخفيف الإلتهابات والآلام كذلك واحرص جيدا على التنفس بعمق خلال الحركة العادية وممارسة التمارين الرياضية.