كهرباء الدماغ
في دماغ كل إنسان العديد من النواقل العصبية التي تحتوي على موجاتٍ كهربائية وهذا أمر طبيعي ولكن في بعض مناطق الدماغ يحدث خلل في تنظيم عمل هذه الموجات الكهربائية ولا نقصد بالخلل الزيادة فلا علاقة بالزيادة أو النقصان بهذا الأمر بل هو خلل وظيفي يصيب منطقة في الدماغ تؤدي إلى خلل في إفراز الشحنات الكهربية ولكن يتم استخدام كلمة الشحنات الكهربائية الزائدة على المخ أو الدماغ حتى لا يقال بأن فلان مصاب بالصرع لما تسببه هذه الكلمة من حرج وخوف لصاحبها ولأسرته أيضا خاصة إن كان المريض طفلا.
أسباب الكهرباء الزائدة في الدماغ
هناك سببان رئيسيان لهذا المرض الأول سبب وراثي من الأب أو الأم والآخر بسبب نقص الأكسجين أو نقص السكري الذي ربما ليس معروفا لدى الكثيرين ولكنه موجود ويصيب الأطفال عند ولادة الطفل أو خلال الأسبوع الأول من عمر الطفل وكل منهما يسبب في كثير من الأحيان تلفا أو ضمورا في بعض خلايا الدماغ مما يسمح بتكون ما يسمى البؤرة الصرعية التي تحدث خللا في تنظيم إفراز الموجات الكهربائية.
أعراض الكهرباء الزائدة على المخ
يصاب المريض بصداع قد يفقده الوعي بما حوله وهذه تسمى نوبة تشنجية وتختلف من شخص إلى آخر فبعض الأشخاص يصابون بتشنج في كامل الجسم والبعض الآخر يصابون برعشةٍ في سائر الجسم وفي كلتا الحالتين لا تستمر النوبة سوى بضع ثوانٍ ولهذا يجب أن تكون لدى أفراد الأسرة معرفة بالإسعافات الأولية التي تقدم للمريض حتى يتم نقله إلى المشفى إن لزم الأمر.
الأطفال المصابون بالشحنات الكهربائية في الدماغ عادة ما يكون لديهم فرط في النشاط والحركة.
عدم التركيز وأحيانا يرافق هذا المرض صعوبات في التعلم والاستيعاب والصحيح أن الصرع لا يؤثر في القدرات الاستيعابية إلا عندما يكون ناتجا عن تلف في خلايا الدماغ أي إن الصرع الوراثي لا يسبب عادة مشاكل في الاستيعاب والتعلم.
قد تؤثر الشحنات الكهربائية الزائدة على قدرة الطفل على الحركة والمشي وكذلك على النطق فقد يتأخر الطفل في الكلام أو تحدث لديه تأتأة خلال كلامه.
عند الكبار: قد يشعر المريض بأن هناك تشنجا في حنجرته.
الشعور بالتعب والدوار والصداع معظم الوقت.

هذه الأعراض سابقة الذكر يمكن أن تدل على الإصابة بالكهرباء الزائدة على الدماغ ويجب أن يتم تشخيص المرض لدى طبيب اختصاصي في المخ والأعصاب حيث يقوم بعمل تخطيط للدماغ ومن خلال التخطيط يتم تشخيص المرض والتأكد من وجوده أو عدمه وبعد أن يتم التأكد من وجود المرض يصف الطبيب الدواء المناسب للحالة استنادا لعمر الشخص ووزنه فهذه الأدوية تؤخذ بحذر ولها توقيت معين يجب الالتزام به يوميا وكذلك الجرعة المحددة من قبل الطبيب.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المرض أصبح من السهل علاجه خاصة إن تم اكتشافه في عمر صغير فعادة ما يعطى الطفل دواء لمدة سنتين فإن لم يتعرض لأي شحنة كهربائية خلال السنتين يتأكد الطبيب من أن الطفل قد شفي تماما من هذا المرض ولكن التأخر في العلاج قد يجعل الشفاء من هذا المرض صعبا بعض الشيء لهذا ننصح جميع الأهالي بالتعاون مع الطبيب لعلاج هذا المرض وعدم الخوف من إعطاء الطفل أية أدوية لأنها تؤخذ تحت إشراف الطبيب.