مرحلة الحمل من أجمل المراحل التي تمر بها المرأة والتي تؤهلها لتصبح أما ولكنها بالوقت نفسه تجعلها تمر بالكثير من التغيرات الجسدية والنفسية المرهقة والتي تؤثر عليها وقد تستمر لما بعد الولادة ومن هذه التغيرات النفسية التي قد تتعرض لها نسبة من النساء في فترة الحمل وبعد الولادة هي حالة اكتئاب الحمل وما بعد الولادة وهي حالة من القلق والاكتئاب النفسي المؤقتة التي تصيب المرأة.
وتشير معظم الدراسات إلى أن هذا الاكتئاب يصيب من 10- 20 % من النساء وخاصة إذا كن يعانين من الاكتئاب مسبقا أو لديهن القابلية للإصابة به.
ولا تختلف أعراض اكتئاب الحمل وما بعد الولادة عن أعراض الاكتئاب العام وتشمل هذه الأعراض ما يلي :-
1- أفكار سوداء متهورة مثل تمني الموت وعدم الرغبة بمتابعة الحياة.
2- الكسل وقلة النشاط والحركة بالإضافة لعدم تقبل الطعام بسبب قلة الشهية الناتجة عن ذلك.
3- الشعور بسوء المزاج الدائم مع الحزن والرغبة بالبكاء.
4- انخفاض الوزن بدلا من زيادته في فترة الحمل.
5- الإصابة بالأرق وقلة النوم.
6- تختلط بعض أعراض الحمل مع أعراض الاكتئاب إلا أن أعراض الاكتئاب تطول مدة بقائها مثل سوء المزاج والغثيان والأرهاق وتتحسن هذه الأعراض مع مرور فترة الحمل بدون علاج أما أعراض الاكتئاب لا تتحسن بدون علاج. ويؤثر هذا الاكتئاب على صحة المرأة الحامل وجنينها لأنها بسببه لا تهتم بصحتها وبالتالي قد يؤدي هذا لحدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة وصغر حجم الجنين.
وتعد هذه المشكلة مؤقتة ولها حل وعلاج ولا يؤثر العلاج على صحة الجنين مطلقا وعادة يبدأ العلاج نفسيا من خلال الكلام التحفيزي والإيجابي مع المريضة من قبل أسرتها وزوجها أما الجزء الآخر من العلاج يكون طبيا بتدخل الطبيب النفسي المختص بذلك من خلال تزويد المريضة بالأدوية المضادة للاكتئاب والمناسبة لها وأيضا يجب متابعة مرحلة العلاج لمنع حدوث أي مضاعفات بعد الولادة حيث قد تمتد هذه الحالة بعد الولادة وتحتاج لفترة من العلاج لمدة سنة واحدة على الأقل للشفاء التام والعودة للحياة الطبيعية ويتم في هذه المرحلة أخذ دواء مضاد للاكتئاب لمنع حدوث مضاعفات وانتكاسات أخرى.
بالنهاية نؤكد على عدم التهاون في هذه المشكلة والاهتمام بها بعناية وعدم التردد بعلاجها إذ إنها قد تؤثر على حياة الحامل وعلى حياة جنينها بعد الولادة فقد يتعرض الطفل نتيجة لذلك للاصابة بتشوهات خلقية إن لم تعالج بمضادات الاكتئاب المناسبة لها.