هشاشة العظام ذلك المرض الصامت الذي يعد الأكثر شيوعا في العالم يعاني منه الملايين من سكان المعمورة خطورته تكمن في أنه ليس له أعراض واضحة .
يتسبب في ضعف العظام تدريجيا حتى يسهل كسرها بأبسط المسببات المعروفة مثل مجرد السقوط وقد يصل الأمر إلى مجرد الانحناء أو السعال عند البعض .
وهو يصيب الرجال والنساء على حد سوآء ولكن النساء في سن اليأس أكثر عرضة للإصابة به من الرجال حيث أن نسبة النساء المصابات بهذا المرض من مجمل المصابين تصل إلى 80% .وترجع هذه النسبة العالية لإصابات النساء به بعد انقطاع الطمث هو اختلال النظام الهرموني بحيث ينقص عندهن هرمون الاستروجين مما يمنع العظام عن بناء نفسها وزيادة كتلتها مما يؤدي إلى ترققها وبالتالي سهولة كسرها.وحتى نتعرف إلى علاج هذا المرض يجب علينا أن نتعرف إلى آلية حدوثه وأسبابه :
الكثافة العظمية تصل عند الانسان إلى ذروتها بين (الخامسة والعشرين) و(الثلاثين) من عمر الشخص فإنه يبدأ بعد ذلك بخسران ما مقداره أربعة بالألف من قوة عظامه كل سنة .
ولكن السيدة بعد انقطاع الطمث فإن فقدانها للكتلة العظمية يكون أكبر بكثير عن الرجل حيث تصل نسبة الفقدان عندهن إلى ثلاثة بالمئة كل سنة و معظم النساء لا يتمتعن في سن اليأس بحياة صحية تسمح لهن بتعويض ما فقدنهن من الكثافة العظمية .
العظام عند الانسان كباقي الأعضاء نشطة وحيوية فهي تمر بمرحلة هدم ومرحلة بناء طوال حياتها أي أن العظام التالفة أو القديمة يتم بناءها من جديد والتخلص من القديم حتى سن الثلاثين من عمر الشخص تكون مرحلة البناء أكثر نشاطا من مرحلة الهدم مما يؤدي إلى زيادة كثافة العظام وطولها وبعد هذا السن تنعكس الآلية فتكون مرحلة الهدم أكثر نشاطا من مرحلة البناء فتبدأ العظام بخسارة كثافتها بشكل تدريجي وبنسبة ثابتة في الحالة الطبيعية ولكن في الحالة المرضية يكون فقدان الكثافة العظمية أسرع وغير ثابت بل و مضطرب أيضا مما يؤدي في النهاية إلى الوصول لمرض هشاشة العظام .من خلال البحث في أسباب مرض هشاشة العظام نجدها متنوعة وكثيرة نستطيع اجمالها وتصنيفها بعدة نقاط:
• أسباب وراثية : تتمثل بنقص مادة ( الكولاجين) المهمة في قوة العظام و حمايتها من الكسور وهذا السبب يكون ملازم الشخص منذ ان يكون جنينا في بطن أمه وفي الحالات المزمنة قد يؤدي هذا السبب إلى وفاة الطفل في سن مبكرة بسبب كسر الجمجمة .
• نقص فيتامين (د) والكالسيوم : وسببه الغالب عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافي وعدم تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه الأنواع .
• العلاج الطويل نسبيا بأحد مركبات ( الكورتيزون) : حيث أن الاصابة بأي نوع من أنواع الأمراض التي تتطلب العلاج بأحد أنواع مركبات ( الكرتيزون) لوقت طويل نسبيا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام .
• امراض الغدد الصماء : مثل فرط نشاط الغدة الدرقية الغدة الكظرية الغدة الجار درقية .
• الأمراض الوراثية للدم : مثل أنيميا البحر المتوسط الأنيميا المنجلية .
• عدم ممارسة الرياضة أو النشاطات البدنية بشكل عام .
• أدوية الصرع ومضادات التشنج لوقت طويل نسبيا.
• عامل وراثي : مثل إصابة احد أفراد العائلة بمرض هشاشة العظام .
كيف نعالج مرض هشاشة العظام ؟ لمعالجة مرض هشاشة العظام يوصي الأطباء بما يلي :
• إتباع برنامج غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين (د) :
يعد الكالسيوم من أكثر المعادن المكونة للكثافة العظمية مصادره : الأجبان الحليب الألبان النبتات الخضراء والبقوليات .
بينما فيتامين (د) يشارك في تمعدن العظام بواسطة دوره في تنظيم مستويات الكالسيوم والفسفور في الدم وترسيبه في العظام ومصادره بعد أشعة الشمس هي زيت السمك والحليب وصفار البيض والخضار .
الطبيبة (زين ربحي حمد ) في مجلة بلسم الطبية تقترح النظام الغذائي التالي كبرنامج غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين (د) لمن يعانون من مرض هشاشة العظام :
أ – الإفطار ويتكون من :كوب حليب ثلاث حبات تمر رغيف خبز ملعقة لبنة ملعقة زيت زيتون قطعة حلاوة بالسمسم سلطة خضراءتفاحة موزة.
ب – الغداء ويتكون من : قطعة سمك مشوي سلطة خضار كوب عصير برتقال ملعقتا حمص طبق مهلبية.
ج - العشاء ويتكون من : قطعة جبنة بيضاء رغيف خبز كوب لبن سلطة خضراء.
• تناول مكملات الكالسيوم وجرعات وقائية من فتامين (د) : وهي منتجات طبية على شكل كبسولات دوائية فيها نفس فعالية الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفتامين (د) وغالبا ما يتم دمج مكمل الكالسيوم مع فيتامين (د) وذلك للترابط المضطرد بين العنصرين كما تشير إليه الخبيرة الألمانية بيترا اميروزيوس من الجمعية الألمانية للاستعلامات عن المواد الغذائية والتغذية.
مكملات الكالسيوم الشائعة للتخفيف من حدة هشاشة العظام تنقسم إلى نوعين : كربونات الكالسيوم و سيترات الكالسيوم.
يلجأ إلى هذه المكملات إذا كان جسم الإنسان لا يصله إمدادات كافية من عنصري الكالسيوم وفيتامين (د) كما قدره العلماء فحاجة جسم الإنسان من الكالسيوم بشكل يومي تقدر ب(1500) مللي غرام يوميا كما تشير إليه الرابطة الألمانية لعلم العظام .
هذا وأكدت الأبحاث و الدراسات الطبية ان المريض لا يحتاج إلى المكملات إذا كان جسمه يحصل بشكل يومي على ( 1000) مللي غرام من إمدادات الكالسيوم من الطعام حسب تأكيدات الجمعية الألمانية لعلم الغدد الصماء .
البروفيسور يوهانيس من الجمعية الألمانية للغدد الصماء يقول : " من المفيد أن يعاد النظر في مكملات الكالسيوم في مرضى هشاشة العظام إن كانوا يحصلون على (1000) مللي غرام منه يوميا عن طريق الطعام فلم تثبت الأبحاث ولا الدراسات الطبية أن الكمية الزائدة يحتاجها الجسم أو أنه يستفيد منها " .
• العلاجات الدوائية : في كثير من الأحيان لا تكفي المكملات الغذائية ولا النظام الغذائي الغني بالكالسيوم وفيتامين (د) لعلاج هشاشة العظام فيصبح من الحتمي التداخل الدوائي مع النظام الغذائي والمكملات الغذائية .
ويمكن اجمال العلاج الدوائي لهشاشة العظام كما يلي :
أ – العلاج التعويضي لهرمون الأستروجين للأنثى : منذ 70 عاما تقريبا بدأ العلماء في البحث عن مكمل لهرمون الأستروجين وذلك للحاجة الملحة له عند النساء في سن اليأس .
وأجريت دراسة في الجمعية العلمية الطبية الأمريكية على نساء يعانين من هشاشة العظام وذلك بإعطائهن هرمون الاستروجين التعويضي فكانت نتيجة الدراسة أن النساء اللواتي أخذن الهرمون التعويضي قد زادت كثافة عظامهن بدرجات كبيرة عن اللواتي لم يأخذنه.
على الرغم من فوائد هرمون الأستروجين العظيمة في علاج هشاشة العظام إلا أن له آثار جانبية كبيرة أيضا لذلك يوضع المريض الذي يتلقى العلاج عن طريق العلاج التعويضي لهذا الهرمون تحت الرقابة الطبية اللصيقة والدقيقة .
يقول العالم روسو في دراسة اجراها على مرضى هشاشة العظام وكانوا يعالجون بتعويض الهرمون : " أن العلاج بالهرمونات قد أظهر فعالية فى تقليل كسور الفقرات ومفصل الورك" ولكن الدراسة أوقفت بسبب الآثار الجانبية التي ظهرت على المرضى ومنها الموت بالسكتة الدماغية والجلطات التاجية والاصابة بسرطان الثدي لذلك لا ينصح أخذ هرمون الأستروجين إلا بعد إستشارة طبية وتحت إشراف طبيب متخصص .
ب- علاج "معدلات مستقبلات الأستروجين " : مثل علاج الرالوكسفين وهذا العلاج حديث نسبيا يعطي نفس تأثير هرمون الأستروجين عند السيدات فهو يحد من تناقص كثافة العظام وبالتالي الهشاشة العظمية عندهن .
إلا أن هذا الدواء يجب عدم أخذه إلا تحت إشراق طبي دقيق فله آثار جانبية قد تكون قاتلة أحيانا كتشكل الخثرات الدموية في الساقين تورم الساقين ضيق في التنفس عدم وضوح الرؤية زيادة النزيف الدموي إن وجد لذلك يجب اخبار الطبيب الجراح عند اجراء أي تداخل جراحي قبل اجرائه بأسبوعين على الأقل .
يقول العالم اتينجر (أن هذا العلاج قد أظهر نتائج جيدة فى تقليل كسور الفقرات إلى جانب تقليل أخطار حدوث سرطان الثدى وحماية القلب والشرايين إلا أنه سبب زيادة فى تكون جلطات الأوردة العميقة وجلطات أوردة الرئتين وشبكية العين).
ج- العلاج بالبيسفوسفونات والأمينوبيسفوسفونات : هي علاجات غير هرمونية تركز على تبطئ عملية خسارة العظم لكثافته أو كتلته عن طريق وقف نشاط الخلايا ذات المسؤولية عن هدم العظم او تحلله مما يعني وقف فقدان العظم في هذه العملية الحيوية .
يوجد من هذه الأدوية الغير هرمونية عدد من الأنواع : منها ما يؤخذ عن طريق الوريد ومنها ما يؤخذ عن طريق الفم .
وأخيرا فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج وهذه صحتك إن لم تصنها لن تصونك .