الكثير من المرضى بالوسواس يعانون من الأفكار التي تقتحم عقولهم دون سابق إنذار فتدخلهم في متاهة كبيرة لها اول وليس لها آخر حيث تتصف هذه الأفكار بانها أفكار سخيفة جدا ولكنها تتميز بقوة سيطرتها على عقل من تدخل إليه لدرجة أنه لا يستطيع إخراجها منه مما يضطره إلى أداء بعض الحركات المعينة والطقوس الحركية حتى يقل لديه الشعور بالقلق والتوتر. فالوسواس القهري هو إحدى الأمراض النفسية والتي يعلم فيها المريض بشكل قطعي بعدم صحة الأفكار التي تراوده حيث يأتي المرض بهيئة اندفاعات أو مخاوف متعددة وقد يكون على هيئة بعض الطقوس الحركية الدورية بحيث يكون المريض على يقين تام لا معقولية ما يراوده من أفكار ومما يجعله دائم الصراع مع هذه الأمراض.
نسبة من يصابون بالوسواس القهري تقترب من 2.5 % على مستوى العالم أما أسباب الوسواس القهري فهي انفصال الجزء الأمامي من دماغ اإانسان عن الجزء العميق فيه والمسؤول عن التحكم وقدرة الإنسان على بدء الأفكار والتوقف عنها ومن أبرز العوامل التي تسبب الوسواس المرضي للإنسان التغيرات الكيميائية التي تحدث في جسمه وفي دماغه كما أن هذا النوع من أنواع الأمراض النفسية قد تسببه الجينات والتي تكون مسؤولة عن هذا النوع من الاضطرابات. إضافة إلى ذلك فإن هناك الثقافة الاجتماعية السائدة وطبيعة البيئة المحيطة بالإنسان حيث إن هذه الأمور بالإضافة إلى اتخاذ الإنسان لعادة معينة لوقت طويل قد تؤدي هذه الامور في مجملها إلى حدوث اضطربات الوسواس القهري.
من أبرز أعراض هذا المرض أن الإنسان يداوم على التأكد من فعله لشيء معين مرارا فلا يتوقف عن ذلك لعدم اقتناعه بانه أنجز هذا الفعل على أتم وجه وأكمل صورة والخوف الزائد عن الحد الطبيعي وان يكثر السؤال " ماذا لو حصل شيء معين؟ " كما أن هذا الشخص يصر على الاحتفاظ بكل صغيرة وكبيرة مما يحتاجه ومما لا يحتاجه من الأشياء إضافة إلى الترتيب الدائم والمنظم والدقيق للأشياء مما لا يوحي بوجود أي معنى وراء هذا الترتيب. كل هذه الامور قد تكون من أعراض الوسواس القهري.
من طرق علاج هذا الاضطراب النفسي ان يتوقف الإنسان عن التفكير بالفكرة الوسواسية وأن يعمل على مقاومتها فكلما عنت على باله فكرة وسواسية قاومها بأن يقول لنفسه أن هذه الفكرة ليست إلا فكرة وسواسية وقد يكون العلاج في بعض الأحيان علاجا دوائيا وتحت إشراف طبيب مختص.