الوسواس القهري ناتج عن بعض الأفكار التي تتسلط على دماغ وعقل الإنسان حيث تمتاز هذه الأفكار بالسخافة وهذه حقيقة يعلمها الشخص الذي اقتحمت هذه الأفكار تفكيره وخياله وسيطرت عليه ولكن وبسبب سلطتها على العقل فهو يصبح غير قادر على السيطرة عليها أو التخلص منها فالوسواس القهري هو مرض عصبي يكون المريض على علم فيه أن الأفكار التي تتراود إلى ذهنه ومخيلته عارية تماما عن الصحة حيث تتحول هذه الأفكار إلى طقوس حركية تتميز بالاستمرارية والدورية حيث يحاول المريض جاهدا ان يتفلت ويتخلص من هذه الافكار ولكن عبثا فهي قد التصقت به وأحكمت التصاقها به بحيث يصبح غير قادر على التخلص منها مما يجعل عيشته صعبة ويسبب له الكثير من المشاكل والإحراجات خصوصا مع غيره من الناس.
مرض الوسواس القهري ناتج عن مشاكل اتصال بين جزء المخ الأمامي وجزؤه الأكثر عمقا وتعقيدا من الناحية العصبية وهناك العديد من النظريات التي وضعت لتفسير أسباب حدوث هذا النوع من الأمراض ومن أهم هذه النظريات النظرية التي تقول بان هناك تغيرا كيميائيا يحصل في جسم الشخص المصاب إضافة إلى ذلك فهناك من يقول بأن هذا المرض مرتبط إلى حد ما بعوامل بيولوجية ووراثية وما إلى ذلك كما أن البعض أشار إلى أن الوسواس القهري ما هو إلا نتيجة تراكم عادات مع الوقت والزمن كما ان أحد الاحتمالات ادعت أن نقص مادة السيروتونين يسبب مثل هذا المرض وأخيرا وضعت بعض الأبحاث فرضية مفادها أن الوسواس يتطور عند الأطفال بعد إصابتهم بالتهاب الحنجرة والناتج عن الإصابة ببعض انواع الجراثيم والعديد من هذه الأبحاث والنظريات لا تزال خاضعة للدراسة والبحث والاستنتاج والتطوير.
تتنوع طرق علاج هذا النوع من الأمراض النفسية والعصبية حيث يقوم الطبيب المشرف على الحالة بإعطاء الأدوية التي تمكن متناولها من السيطرة على أعراض هذا المرض كالأدوية المستخدة في علاج الاكتئاب والمعروفة بمضادات الاكتئاب كما يخضع المريض أيضا إلى العلاج السلوكي كما أن المريض قد يضطر إلى تغيير بعض الانماط الاجتماعية التي تعود عليها فمثلا قد يغير المريض مكان عمله او سكنه وبالتالي يبتعد عن مسببات الوساوس عنده كما ان المريض قد يخضع لعلاج كهربائي في بعض الحالات وإذا تم استنفاذ كافة أنواع العلاجات بدون أية نتيجة تذكر تظهر على المريض فقد يضطر الطبيب المشرف إلى إجراء العملية الجراحية لهذا المريض فالجراحة هي آخر أنواع العلاجات لهذا المرض.