الوسواس السوداوي هو أحد الأمراض التي تحدث عنها علماء العرب قديما في أبحاثهم كناية عن الإكتئاب حيث وصف أبو بكر الرازي الوسواس السوداوي و علاجه و قال أنه ينشأ من أسل المعدة و حاليا يعرف الأطباء الإكتئاب بأنه حالة من الحزن الشديد و الضيق تسيطر على الإنسان و تؤثر على حياته و سلوكه تجاه الأشياء و الآخرين من حوله . و هناك عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب و تساعد على إنتشاره بين الناس و في فئات عمرية أكثر من غيرها و تجدر الملاحظة أنه يختلف عن المرض النفسي الشهير المسمى بالوسواس القهري حيث يمكن أن يؤدي الوسواس القهري إلى الإصابة بالإكتئاب في العديد من الحالات و لكنهم يختلفون فيما بينهم في التوصيف و الأعراض .
إن توصيف الإكتئاب بالوسواس السوداوي يعتبر دقيق من العديد من النواحي حيث يصاحب مريض الإكتئاب حالة شديدة من فقدان الأمل في الحياة و في رؤية كل الأشياء بصورة متشائمة . يميل المصابون بالإكتئاب إلى التفكير في الموت و عدم جدوى الحياة و قد يمتد بهم التفكير و الإستغراق فيه إلى القيام ببعض الأفعال التي قد تسبب الأذى لهم و لغيرهم و في العديد من حالات الإكتئاب الشديد يقوم مرضى الإكتئاب بمحاولة الإنتحار و تصل نسبة الذين ينتحرون جراء الإكتئاب إلى خمسة عشر بالمائة من المصابين و هي نسبة ليست بالهينة خاصة إذا ما علمنا أن أغلب المرضى يعبرون عن رغبتهم في الإنتحار قبل الإقدام عليه و لكن لا يجدون الإهتمام اللازم من الذين حولهم .
و ينتشر الإكتئاب بحسب العديد من الدراسات في الفئات العمرية المتوسطة حيث يصاب به الأشخاص في العقدين الثالث و الرابع من العمر أكثر من غيرهم و هو أكثر إنتشارا بين النساء لعدة أسباب تتعلق بالتغيرات الهرمونية و طبيعة المجتمع و مدى دور المرأة فيه . كذلك تزيد نسبة الإصابة بالإكتئاب بين الأفراد ذوي الأفكار المتطرفة و التي يمكن أن تصل بهم في العديد من الحالات إلى القيام بأعمال إرهابية أو الميل إلى تكوين أو الإنضمام إلى منظمات ذات طابع عنيف . بالإضافة إلى إصابة العديد من مدمني المخدرات و الكحول بالإكتئاب نظرا للطبيعة النفسية للمدمنين التي تكون أكثر عرضة للتغيرات الشديدة و في بعض الحالات يعاني من الإكتئاب الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة و خطيرة كالسرطانات و الإيدز كنوع من فقدان الأمل في النجاة .