لا يخفى على أحد الأهمية التي يتميز بها النشاط البدني أو الرياضي في الحفاظ على الصحة وقد توصل الباحثون إلى أنه يمكن اختزال خطر الإصابة بالسرطان وخصوصا سرطان القولون و الثدي بالمداومة على النشاط البدني لنصف ساعة يوميا وعلى العكس فإن زيادة الوزن والسمنة تقوي احتمال الإصابة بهذين النوعين من السرطان ويمكن القول بأن مصاحبة الأحذية والملابس الرياضية أصبح أمرا ضروريا للوقاية من هذه الأمراض الفتاكة.
وفي هذا الصدد جمع الدكتور Christine Friedenreich معطيات 180 دراسة تؤكد كلها أن النشاط البدني يختزل خطر الإصابة بسرطاني القولون والثدي عند رياضيين كبار كما أن نتائج هذه الدراسة تحتمل الوقاية من سرطان البروستات وتجعل الوقاية من سرطان الرئة ممكنة وفي المقابل فالوزن الزائد مرتبط بخطر الإصابة بسرطان القولون والكلية والمريء وبسرطان الثدي عند النساء في سن اليأس .
لكن هذه الدراسات التي اعتمد عليها الدكتور Christine Friedenreich ارتكزت فقط على معلومات وذكريات المستجوبين حيث طرحت عليهم أسئلة مثل : هل تمارس الرياضة بانتظام ؟ ما هو عدد المرات التي تمارس فيها نشاطا رياضيا ؟ لكن هناك دراسة أخرى قامت بها EPIC وهي جهة أوربية تهتم بالتغذية والسرطان بحثت خلالها عدة عناصر من بينها العلاقة بين السرطان وممارسة الرياضة واستمر هذا البحث لمدة سبع سنوات عند قرابة 50000 أوربي تتراوح أعمارهم بين 35 و 70 سنة ويتمتعون بصحة جيدة كما أن هذه الدراسة شملت مقارنة بين مرضى أصيبوا بالسرطان وبين أشخاص أصحاء فهذه الدراسة أكثر مصداقية من سابقاتها لكنها تحتاج إلى عدد كبير من عينات التجارب وإلى وقت طويل وقد خلصت إلى أن السمنة والوزن الزائد قد يؤديان إلى السرطان في حين أن مزاولة الرياضة أو النشاط البدني بانتظام ينقصان من احتمال الإصابة به وكانت النسب كما يلي:
بالنسبة لسرطان القولون نقص خطره عند الأشخاص النشيطين ب 20%
بالنسبة لسرطان الثدي ينقص النشاط البدني من خطر وقوعه ب 30% بينما تزيد السمنة بعد سن اليأس خطر هذا السرطان بنفس النسبة .
ويقول الدكتور : Michel Boiron " يختزل النشاط البدني سواء كان في الحياة المهنية أو عبارة عن هواية أو حتى في البيت خطر نوعين من السرطان وهما سرطان القولون وسرطان الثدي " ولا يعني التحذير من الوزن الزائد أن الأشخاص النحيفين لن يستفيدوا من الرياضة فالمختصون ينصحون بالنشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميا بشدة متوسطة أو عالية كالمشي السريع والدراجة وصعود السلم والحركات الرياضية والعدو الخفيف ويستحسن أن يكون ذلك لخمس مرات في الأسبوع.
لكن رغم كل هذه النتائج فإن دور الرياضة في الوقاية من السرطان يجب البرهنة عليه لأن الدارسين لم يدلوا بالكيفية التي تمكن بها الرياضة من تحقيق هذه النتائج ولم يفسروا كيفية محاربتها لهذا المرض. وقد أكدت دراسة EPIC في 2003 على أهمية الحمية الغذائية المتوازنة في اختزال إمكانية حدوث سرطان الجهاز الهضمي ب 30% وخصوصا سرطان القولون والمريء والمعدة فيجب أن تكون هذه الحميات متوفرة على الخضر و الفواكه الطازجة وعلى قليل من اللحم والسكريات وقليل من الدهنيات خصوصا الحيوانية والبيض.
إن الاهتمام بالنظام الغذائي وبالحركة المنتظمة أمر ضروري للوقاية من السرطان ومن أمراض أخرى و تطرح حاليا عدة فرضيات في دور التغذية والنشاط البدني في الوقاية من السرطان نذكر منها : التغييرات الهرمونية و تطور عوامل النمو و التأثير على الوظائف المناعية وهناك دراسة تتم حاليا لمعرفة ما إذا كان النشاط البدني يساهم في التحسن لدى الأشخاص الذين يخضعون لعلاج ضد السرطان .
ويبدو لي أن الرياضة والنشاط البدني يختزلان احتمال حدوث السرطان لأنهما يمكنان من تحسين استفادة الجسم من الأوكسجين بالرفع من مردودية الدورة الدموية مما يؤدي إلى تخليص الجسم من التلوث وإلى مقاومة المشتقات الطليقة التي تتسبب في السرطان ولم يكن أسلافنا يعانون من السرطان بهذه الحدة ومن الأمراض الأخرى كالسكري والسمنة و القلب لأنهم كانوا يعتمدون على النشاط البدني ويتناولون الأغذية الطبيعية ولا يعانون من التلوث الصناعي أما إنسان اليوم فهو يعتمد في أكله على الكمية وعلى الأغذية غير الطبيعية كما أنه يعاني من قلة الحركة ومن انتشار التلوث ن والنتيجة هي كثرة الأمراض المستعصية نسأل الله السلامة والعافية.