إن هبوط الدورة الدموية يعد مصطلح شائع بين الجميع وكثيرا ما يشاهد القارئ بعض الأشخاص الذين يبدأون فجأة في مظهر عدم الإتزان والإعياء والشحوب ويكون ذلك بلا أسباب واضحة غالبا وقد يكون هناك أسباب تتعلق بأخبار سيئة أو مباغتة شخص في حين غفلة أو غير ذلك من الأسباب التي نسمع أنها أدت إلى ما يسمى بالهبوط وأيضا إن حالات الهبوط الحاد للدورة الدموية هي أكثر ما يكتبه الأطباء في تقاريرهم عن أسباب الوفاة حيث أن تلك أسباب الوفاة جميعها لا تتم إلا بحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية تؤدي لتوقف القلب ثم المخ عن القيام بالوظائف الحيوية المنوطة بهم وكذلك باقي أعضاء الجسد .
و يكون السبب في هبوط الدورة الدموية غير واضح في الكثير من الحالات إلا أنه من المعروف أن الهبوط يبدأ من منطقة القلب والصدر حيث يحدث عجز بالجهاز الدوري في جسم الإنسان عن مواصلة إمداد الأنسجة بالأكسجين أو يحدث نقص في كمية الدم في جسم الإنسان نتيجة لعدة عوامل خارجية أو داخلية أو غير ذلك من أسباب تؤدي إلى حدوث خلل في توزيع كمية الدم على أعضاء الجسم ويعتبر السبب الرئيسي لهبوط الدورة الدموية هو فقدان الجسم للدماء حيث يمكن أن يؤدي النزيف المتوسط في بعض الأمراض إلى حدوث هبوط في الدورة الدموية كما يمكن أن يحدث ذلك مع المتبعرين بالدماء أثناء عملية التبرع أو في حالات الجراحة التي يفقد فيها المريض كميات كبية من الدماء حيث يحدث الهبوط بالدورة الدموية أثناء التخدير وعدم شعور المريض ويمكن أن تؤدي الحمى إلى حدوث ذات الحالة أيضا بالإضافة إلى ما أسلفنا ذكره من الصدمات المفاجئة والأخبار غير السارة وأمراض القلب والسكري التي غالبا ما يصاب أصحابها بتلك الحالة كذلك فإن بعض المضادات الحيوية والأدوية التي يمكن أن تؤثر على ضغط الدم مع عدم الحرص في تعاطيها فإن الهبوط في الدورة الدموية يكون من آثارها الجانبية .
و يجب التفرقة بين هبوط الدورة الدموية الحاد وبين قصور الدورة الدموية حيث يمكن أن يؤدي القصور وهو الحالة الأولية البسيطة من الهبوط إلى حدوث هبوط وأضرار بأجهزة الجسم الداخلية نتيجة له لذا يجب الحرص على اسعاف المصاب بشكل سريع عند حدوث تلك الحالة .