مرض السرطان هو أحد أكثر الأمراض انتشارا و خطورة و هو من الأمراض التي زاد انتشارها مؤخرا مع إزدياد العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بها و في مقدمة تلك العوامل المواد الملوثة التي تؤدي إلى حدوث طفرات جينية أو عدوى تؤدي إلى ظهور الخلايا السرطانية . و السرطان هو عبارة عن مجموعة من الخلايا تظهر في أحد مناطق جسم الإنسان و تتميز تلك الخلايا بقدرتها على الإنقسام السريع و مهاجمة الأنسجة السليمة و قتلها و الحلول محلها و في المراحل المتقدمة من الإصابة بالمرض تنتقل تلك الخلايا إلى اعضاء أخرى من الجسم و يكون ذلك الإنتشار مؤلم و يسبب الكثير من الأذى للمريض و قد يؤدي في النهاية إلى الوفاة نتيجة زيادة انتشار الأورام .

و في العديد من الحالات لا يتم اكتشاف الأورام السرطانية إلا في مرحلة متأخرة عندما يبدأ المرض في الإنتشار و تظهر الأعراض المؤلمة حيث أن أغلب السرطانات لا تكون مؤلمة و لا يكون لها أعراض واضحة في مراحل التكون الأولى إلا أن هناك العديد من العلامات التي قد تؤشر إلى ظهور بعض أنواع الأورام . و جدير بالذكر أن العديد من الأورام التي تظهر في جسم الإنسان لا تكون أورام سرطانية حيث أن الأورام السرطانية هي الأورام الخبيثة التي تقوم بمهاجمة الخلايا بينما الأورام الحميدة لا تكون سوى أنسجة تتكون على الأعضاء و يمكن استئصالها دون الخوف من عودتها مرة أخرى أو انتشارها .

و يتم اكتشاف مرض السرطان عبر الفحوصات الطبية التي من المفترض أن تكون دورية و يختلف شكل اكتشاف المرض بإختلاف طبيعة الجهاز أو العضو المصاب بالورم السرطاني ففي حالة سرطان الدم على سبيل المثال يتم الكشف عنه عن طريق أخذ عينة من دم المريض و في حالات الأورام السرطانية في الثدي أو في مناطق أخرى من الجسم كالمعدة و المرئ و الرحم و غير ذلك يتم الكشف عن الإصابة عبر إجراء فحص بالأشعة لتحديد موضع الورم كمرحلة أولى و بعدها يتم أخذ عينة من الورم أو خزعة من أجل فحصها معمليا لتبين هل الورم حميد أم خبيث .

و الحقيقة أن أغلب تلك الأورام لا يتم الكشف عنها إلا عن طريق المصادفة و ذلك لعدم الإهتمام بإجراء الفحوص الدورية . بينما تعتبر عملية الكشف المبكر عن السرطان أولى وسائل العلاج الشامل من هذا المرض .