هناك نسبة ليست ببسيطة من الناس يشكون بشكل متكرر من تكوين حصوات في مجرى البول ويقصد بمجرى البول أو المسالك البولية الكلى الحالب المثانة والإحليل عند الرجال والإناث. وغالبا ما تتشكل الحصوات البولية في الكلى ومن ثم تتفتت أجزاء منها وتحشر في مواقع معينة في الحالبين أو قد تصل إلى المثانة وتسبب تغيرات مرضية في أنسجة المثانة والتهابات بولية مصدرها المثانة أو تبول دم وقد يصل الوضع إلى أن تكون التغيرات المرضية في الأنسجة عبارة عن أورام سواء حميدة أو خبيثة كما أنه يمكن لبعض الحصوات البولية أن تحشر في الإحليل وتسبب حبس بولي عند المريض. وعلى أية حال مجرد حدوث حشر للحصوات البولية سواء في الحالبين أو الإحليل قد يحدث ارتجاع للبول نتيجة انحشاره وهذا قد يؤدي إلى ضغط عكسي على أنسجة الكلى وتلفها وقد يصل الوضع إلى الفشل الكلوي أو أي أمراض أخرى في الكلى مثل: التهابات كؤوس أو حوض الكلى أو تجمعات دموية نتيجة تلف أنسجة الكلى وهذا بالتالي ينعكس على وظائف الكلى وتحدث المشاكل المصاحبة لانخفاض كفاءة الكلى أو الفشل الكلوي.
من الواضح أنه يصاحب حصوات الكلى مشاكل صحية جمة مرتبطة بالتهابات البول وانحساره وقلة كفاءة الكلى ومشاكل الفشل الكلوي وما يصاحبه من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وأعراض عصبية وجلدية نتيجة تراكم بولينا البول ومشتاقاته وتجمع السوائل في الجسم والأهم من كل هذه الأمراض والأعراض حيث تعتبر مشاكل على المدى الطويل للحصوات الكلوية أو البولية هي مجموعة الأعراض الحادة المصاحبة للحصوات وأهمها الألم الشديد في الخاصرة وأسفل البطن وقد يمتد من بضع دقائق إلى عدة أيام إذا ما تم التدخل الطبي الصحيح والغثيان والقيء وأعراض الالتهابات البولية وتبول الدم. وتعتبر العلامات الحادة متمثلة في الآلام إنذار قوي لحاجة المريض للتدخل الطبي والاستشارة الطبية عند أخصائي المسالك البولية.
إذا تمت استشارة أخصائي المسالك البولية في الأعراض المصاحبة للحصوات الكلوية أو البولية فتكون من مهامه هو تحديد وتأكيد المشكلة ومعرفة أسبابها ونوع الحصوات وحجمها وموقعها والمشاكل المصاحبة للحصوات عند المريض المراجع وكذلك الحالة الصحية العامة للمريض وذلك لتحديد نوع التدخل الطبي المناسب حيث هناك ثلاث أنواع للتدخلات الطبية في حالة الحصوات البولية من ضمنها التدخل الجراحي أو تفتيت الحصى بالموجات الصوتية عن طريق الجلد أو تفتيت الحصى بالليزر. غالبا يتم اللجوء لتفتيت الحصوات بالليزر للحصوات الصغيرة والتي يمكن الوصول إليها عبر منظار المثانة أما الحصوات الأخرى الكبيرة وخاصة التي تكون في الكلى أو الجزء العلوي من الحالب يكون التخلص منها بواسطة التفتيت بالموجات الصوتية أو التدخل الجراحي.
تعتبر عملية تفتيت الحصى بالليزر من العمليات السهلة التي يتم فيها استخدام أنبوب مرن يصل عبر الإحليل إلى المثانة والجزء السفلي من الحالب حيث تستخدم أشعة قليلة وقوية من الليزر لتحطيم الحصوة بعد تحديد موقعها بالمنظار وتثبيتها والإمساك بها وتوجيه الأشعة الليزرية لها وهذه التقنية آمنة حيث أن مشاكلها أو مضاعفات العملية قليلة ومعظم مشاكلها مرتبطة بالتخدير وليس بذات التقنية على الرغم من احتمالية إصابة الحالب أو المثانة أو الإحليل ولكن نادرا حدوث ذلك وللمريض حق اختبار التقنية التي تروق له إذا كانت الثلاث أنواع من التدخل ممكنة في حالة المريض وكثير من الأطباء والمرضى يفضلون عملية التفتيت بالليزر حيث يستطيع المريض العودة إلى بيته من دون مشاكل بعد إفاقته من العملية. وعلى الرغم من تعدد أنواع الحصوات البولية والتي يمكن حصرها مثل: حصوات الأوكسالات وأوكسالات الكالسيوم وحصوات اليوريا (الحمض البولي) وحصوات نادرة مثل: السيستين إلا أن غالبية الحصوات تكون من النوع الأول وبشكل عام جميع الأنواع قابلة للعلاج بالتفتيت بالليزر. ولا بد للإشارة في كثير من الأحيان أن الأطباء يستطيعون علاج الحصوات الصغيرة المبكرة بالعلاج التحفظي وهو استخدام بعض الأدوية المذوبة وتغيير نوعية الغذاء والإكثار من شرب الماء دون التدخلات الطبية بالتقنيات الثلاثة سالفة الذكر وإعطاء فرصة للمريض للتخلص من الحصوات بالعلاج التحفظي ولكن في حال فشلت تلك الطريقة يكون اللجوء للعلاج بالتفتيت بالليزر أو التقنيات الأخرى مع العلم أن بعض الحالات تعرض على الأطباء أو تظهر أعراضها الشديدة وآلامها في وقت متأخر ولا يمكن علاجها إلا بالتفتيت بالليزر أو التقنيات الأخرى.