ثنائية القطب بحسب الفهم الدراج تشير إلى التضاد أو وجود نقيضين على أقصى درجات الإختلاف فكما نرى في قطبي المغناطيس السالب و الموجب و قطبي الكرة الأرضية في أقصى كل طرف منها و الإضطراب الواجداني ثنائي القطبالذي نتحدث عنها هنا أو ما يعرف الإكتئاب الهوسي .
و مرض الإضطراب ثنائي القطب هو أحد الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان و يمكن أن يتم التعامل معه في بعض الحالات كمرض عقلي حين يمثل خطورة على المريض او على من حوله . و قد سمي بالإكتئاب الهوسي نظرا للهوس أو الإنفعال المبالغ فيه لدى المريض عند الشعور بحالات من الفرح أو الحزن و الكآبة فيكون الأمر مع مرضى الإضطراب ثنائي القطب عبارة عن نوبات من الفرح و السعادة غير المبررة و الرغبة في الإنطلاق و الإحتفال بشكل مبالغ فيه . و على النقيض يمكن أن يتحول ذلك المزاج في لحظة مفاجئة من الفرح أو الحالة العادية إلى الحزن الشديد و الكآبة بشكل يجعل المريض يبدأ في الإنعزال و البكاء و النحيب على شئ لا يدركه و يجعل المرض من الشخص المصاب شخص متقلب و متغير الشخصية غلى حد كبير و يميل في أغلب الأوقات إلى الكآبة و الحزن بشكل قد يجعل من تفاقم الحالة خطر على حياة المريض حيث يأخذه التفكير إلى محاولات الإنتحار للتخلص مما يشعر به من هموم و آلام . و يوجد لمرض الإضطراب ثنائي القطب أنواع مختلفة تترواح بين الهوس الخفيف و الهوس و الإكتئاب و الحالات المختلطة التي تضم نوبات من الفرح و الكآبة في أوقات متقاربة .
إن أعراض هذا المرض متغيرة بشدة بحسب كل حالة منفردة و تعتمد على نوع الإضطراب لدى المريض بشكل كبير و عوامل أخرى تضم البيئة و السن و الحالة الإجتماعية و القدرات الذهنية لذا لا يمكن إلا وضع خطوط عريضة للأعراض و منها الميل إلى التفكير بشكل غير واقعي . و وجود إضطرابات في النوم تميل في معظم الحالات للأرق . و التباين في الأفكار عند الحديث و التحدث بسرعة و التنقل بين تلك الأفكار . و في بعض الحالات و جود أشكال من الهلاوس و الأوهام . كما توجد العديد من الحالات التي تكون أعراض الإكتئاب فيها أكثر حدة على عكس الأعراض المذكورة التي تدل على الهوس . و تكون عبارة عن شعور باليأس الشديد و حزن مبالغ فيه . و شعور بالذنب . و وجود بطء في التفكير .