إنها سنة الله في هذا الكون وبين عبادهأن يجعل الزواج طريقا لحفظ النسل والذريةوأن يغرس في قلوبنا-وبالفطرة-حب البنينإذن هي رحمة الله التي لا يمكن إنكارهاوإحدى مقومات الإنسانية التي تعزز وجود الإنسانوتعمق ارتباطه بهذه الحياةولما كانت إرادة المولى تقتضي أن يرزق البعض منا بهذه الذرية بشكل طبيعي ناتج عن التزاوج الاعتيادي بين الذكر والأنثىاقتضت إرادته أيضا أن يلجأ البعض إلى أساليب أخرى تعينهم على الإنجاب والإتيان بذرية تسرهم وتبهجهم في هذه الحياة.
تعتبر أطفال الأنابيب أحد الوسائل الحديثة المتبعة للإنجاب والتي تم استحداثها في بداية الثمانينياتإذ أنها تعتبر حلا جيدا للتغلب على العديد من المشكلات عند الزوجين والتي تحول دون الإنجاب الطبيعيكوجود بعض الالتهابات في بطانة الرحمأو بعض المشاكل في الرحم أو في قناة فالوبأو قلة إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجلأو وجود بعض الأجسام المضادة التي تهاجم البويضات والحيوانات المنوية فتقضي عليها وتقلل من فعاليتهاويقوم مبدأ أطفال الأنابيب على أخذ بويضات من الأم وحيوانات منوية من الأب ومحاولة إخصابها في المختبر-أي خارج الجسد-وفي حال نجحت هذه الخطوة وتم الحصول على بويضة مخصبةيتم أخذ هذه البويضة المخصبة وزرعها في الرحموعلى الرغم من أن هذه العملية تعتبر معقدة بعض الشيء وتكلف الكثيرإلا أنها نجحت في مساعدة الكثير من الأهالي على الإنجاب-بفضل الله-.
ومن الممكن تلخيص عملية أطفال الأنابيب بهذه الخطوات الخمس:

1.تحفيز إنتاج البويضات في المبيضين عند الأنثى:عن طريق إعطاء الأم بعض الأدوية وذلك لضمان إنتاج أكبر عدد ممكن من البويضاتإذ أن عملية الإخصاب خارج الجسد قد لا تنجح من مرة واحدة أو من إخصاب بويضة واحدةفيتم إخصاب عدد كبير من البويضات للفوز بالنهاية بأفضلها وأنسبها ليتم زراعتها في الرحم.
2.جمع البويضات:إذ يتم إجراء عملية بسيطة وإدخال إبرة مجوفة من خلال تجويف الحوض لمحاولة تجميع البويضات من المبيضينوأثناء عملية الإدخال يتم رؤية ذلك عن طريق الصورة فوق الصوتية"Ultrasound".
3.الحصول على الحيوانات المنوية من الرجل.
4. دمج البويضة مع الحيوان المنوي في المختبر خارج الجسد:وتهيئة ظروف مناسبة لذلك للحصول على البويضة المخصبة وغرسها في الرحم.
5. نقل البويضة المخصبة إلى الرحم :زذلك بعد 4-6 أيام من إخصابها خارج الجسدوفي بعض الأحيان يتم نقلها بعد يومين أو ثلاثة.
بعد هذه الخطوات تنصح الأم بالراحة بانتظار ظهور أعراض الحمل والتأكد منه عن طريق فحص هرمونات الدم.
رزق الله الجميع خير الذرية وأسعدهم بتلك الفرحة التي لا يوازيها شيء-إنه على كل شيء قدير-.