لاشك فى أن تشنج الساقين أمر مؤلم للغاية حيث يحدث فى أى وقت دون تمييز إذ قد تتشنج الساقين أو حتى ساق واحدة أثناء السير أو العمل أو حتى النوم وقد تحدث نادرا بمعدل مرة واحدة كل فترة زمنية طويلة وقد تتكرر وتتعاقب خلال وقت زمنى وجيز .
وتتنوع أشكال تشنج الساقين حسب العامل المسبب ولعل أشهر أسباب تشنج الساقين هو الشد العضلى والذى يأتى فى صورة تقلصات عضلية لبعض أجزاء الساق ويرجع سبب هذا الشد إلى تراكم حمض اللاكتيك بالخلايا العضلية أثناء النشاط العضلى والبدنى العنيف دون قدرة الدم على إزالته أولا بأول ليتراكم بالخلايا العضلية محدثا هذا النوع من الألم .
ويعتمد علاج الشد العضلى على التقليل من الحمل البدنى وزيادة فترات الراحة والإسترخاء وخصوصا مع التقدم فى العمر لكن فى الحالات التى تمضى دون تحسن فيفضل إذن إعطاء بعض الأدوية الباسطة للعضلات مثل أقراص الميوفين أو الميولجين بمعدل قرص كل 12 ساعة ليتم تعديل الجرعة لاحقا إلى قرص كل 8 ساعات فى حالة عدم وجود تحسن ملحوظ .
وقد يرجع سبب تشنج الساقين إلى سبب وعائى أى نتيجة لوجود خلل فى الأوعية الدموية وتحديدا وجود ضيق أو إنسداد محدود بأحد الأوعية الدموية المغذية للساق ويلاحظ أن التشنج فى هذه الحالة عادة مايكون مصحوب ببرودة فى الأطراف أو الشعور ببعض الخدر والتنميل فى بعض الأحيان ولعل أبرز الفئات المعرضة لهذا النوع من الإصابة هم مرضى الإلتهابات الروماتيزمية ولاسيما مرضى إلتهاب المفاصل الروماتيزمى إلى جانب مرضى الذئبة الحمراء .
ويعتمد العلاج الأساسى لمثل هذه الحالات على الأدوية الموسعة للأوعية الدموية مثل عقار الدوكسيل أو الترايفاستال بمعدل قرص كل 12 ساعة لكن يحظر إستخدام مثل هذه الأدوية على مرضى القلب دون العودة إلى الطبيب المتخصص حيث أن هذه الأدوية قد تحدث أحيانا تغيير فى قراءة ضغط الدم مما ينبغى العودة إلى الطبيب للوقوف على مدى صحة وتأثير مثل هذه الأدوية .
وفى أحيان أخرى قد يرجع سبب تشنج الساقين إلى منشأ عصبى أى نتيجة لوجود خلل فى الأعصاب المغذية لعضلات الساقين ففى حالة إلتهاب الأعصاب الطرفية قد تحدث حالة من التشنجات نتيجة لوجود خلل فى كهربية الخلايا العضلية وعادة مايشكو مصاب هذا النوع من التشنجات بوجود وخز كالإبر والذى عادة مايهاجمه أثناء ساعات الليل .
ويعتمد علاج هذا النوع من التشنجات على علاج الخلايا العصبية المتضررة حيث يتم إعطاء حقن فيتامين ( ب 12 ) مثل الديبوفيت أو الديبوفورت بمعدل 2 حقنة أسبوعيا لمدة شهر .
وختاما . أيا كان سبب التشنج أو نوعة فينبغى على المريض تناول كميات كبيرة من السوائل ولاسيما الماء كما ينبغى تدفئة العضلات أثناء نوبات التشنج فى حين يتم إستخدام الكمادات الباردة فى الفترة التى تلى تلك النوبات .