الخوف هو من ضمن الأمور التي تسبب عدم تقبل الإنسان للعديد من الأمور من حوله فقد يكون له في هذه الأمور فائدة عظيمة ولكنه لن يستطيع الاستفادة منها إن لم يكن هناك شجاعة في التعامل معه والخوف في جوهره هو عبارة عن أفكار خاطئة ومغلوطة سببها حدث معين حدث مع هذا الإنسان مما جعله غير متقبل لهذا الأمر ويخاف منه ويهابه بحيث لا يستطيع حتى أن يقترب منه ولو بدرجة بسيطة جدا. من هنا نرى أن الخوف هو ذلك الحاجز الذي يسببه العقل والذي يمنع الإنسان عن القيام بأعمال معينة وهو أيضا مما يجعل الإنسان غير قادر على أن يتطور في أعماله التي يؤديها. يوما بعد يوم فالخوف فيه إعاقة كبيرة للإنسان على كافة المستويات والصعد المختلفة والمتنوعة.

الخوف كما قلنا هو أفكار تنشأ في العقل نتيجة لأسباب معينة بحيث تشكل حاجزا بين الإنسان وبين الأمور الأخرى من نفس النوعية لهذا السبب فالخوف يمكن له أن يدرك الإنسان إدراكا تاما أن هذا الخوف ما هو إلا أفكار متضاربة موجودة في عقل الإنسان وأن أفضل حل لزواله هو بإزالة الأفكار السلبية عن الإنسان والاستعاضة عنها بالأفكار الإيجابية طبعا قد يحتاج بعض الناس إلى دعم وتشجيع خارجي ليتجاوزوا الخوف المسيطر عليهم.

بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن للإنسان أن يتجاوز الخوف المسيطر عليه بأن يعي تمام الوعي أن كل ما يعاني منه من خوف ناتج عن قلة ثقته بنفسه فقلة الثقة بالنفس إن زادت عند الإنسان فإن ذلك سيعمل وبشكل كبير جدا على أن يقلل من الخوف عند الإنسان وبشكل كبير جدا ويكون ذلك عن طريق أن يعلم أن كل ما ينقصه فقط هو القليل من التركيز عندها سيصبح وبشكل قطعي لا مجال للجدال فيه على أداء العديد من الأمور والمهام المختلفة لأنه سيكون قادرا على أن يستعين بمهاراته وبشكل كبير خارج الحدود والأوصاف.

إن الإنسان بإمكانه أن يتجاوز مكامن خوفه عن طريق أن يقوم أيضا بتجميع القدر الأكبر من العلوم والمعارف فهذا الأمر هو من الأمور التي لا يمكن أن يستهين الإنسان بها لأن العلم هو سبيل كشف الخفايا وسبيل كشف المستور حيث أن العلم يعمل على تنوير الإنسان وإنارة دربه الذي يسلكه وبالتالي إزالة الجهل من أمامه فالجهل هو أساس الخوف وهو الذي يحول بين الإنسان وبين المضي قدما في سبيل تحقيق أهدافه المنشودة وتطلعاته.