الأفكار التي تدخل عقل الإنسان دون إذن وتحيل حياته إلى جحيم وتصور له أمورا غير واقعية إطلاقا لأنه لم يقم بعمل أمر معين أو لأنه لم يتأكد إن كان قد قام بهذا الأمر على الوجه الأكمل أم لا هو ما يعرف بالوسواس وهذه الأفكار إن زادت عن حدها يصب الإنسان مصابا بالوسواس القهري أو الوسواس المرضي وهو أحد العلل النفسية التي تصيب العديد من الناس حيث تصل نسبة من أصيبوا بهذا المرض النفسي ما يقترب من 1 % إلى 3 % تقريبا من الناس وهي نسبة مرتفعة نسبيا.

من الممكن أن يصيب هذا المرض النفسي كافة الأعمار فليس هناك عمر محدود يصاب الإنسان فيه بهذا المرض وهناك من يخلط بين الأمور العادية التي تصيب الناس كافة وما بين الوسواس القهري فالخوف الطبيعي على أحد أفراد الأسرة لا يمكن أن يعتبر وسواسا ما لم يتعد الحدود الطبيعية وبشكل لا معنى له عند الناس العاديين لهذا ومن هنا فإنه يتوجب أن يتم الفصل وبشكل كبير جدا ما بين مرض الوسواس القهري وما بين الأعراض العادية التي قد تصيب العديد من الناس مهما كانوا.

أما بالنسبة لأسباب الوسواس القهر فإنه ومن الواضح علميا أنه لا يوجد هناك سبب محدد واحد ورئيسي لإصابة الإنسان بمثل هذا المرض فمن الممكن أن يكون عند المصابين بمثل هذه الأمراض خللا في أدمغتهم أو أنه من الممكن أن يكون هذا الشخص قد عانى من بعض الظروف الاجتماعية التي مر بها في حياته مما ساعد على أن يصاب هذا الشخص بمثل هذا المرض بالإضافة إلى ذلك فقد يكون من الممكن أن هذا الشخص قد أصيب بنقص في مادة السيروتونين مما ساعده بشكل أو بآخر على أن يصاب بمثل هذا المرض.

أما بالنسبة لطرق علاج هذا المرض فإن من أولى طرق العلاج هي أن يعمل الإنسان وبكل جهده على أن يقلل وبشكل كبير ورئيسي من مدى وإمكانية إصابة هذا الشخص بهذا المرض حيث يتوجب أن يكون هناك قابلية عند الإنسان وقدرة لأن يتحكم بنفسه وبشكل كبير جدا مما يجعله يحد من الإصابة بمثل هذا المرض. أما الطريقة الأخرى فيتوجب أن يعرف الإنسان العلامات التي تدل على العمل غير الصحيح لأن ذلك مما سيساعد وبشكل كبير على أن يتخلص من المرض بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن للإنسان أن يستعين بالمختص النفسي الذي بإمكانه أن يعمل وبشكل كبير جدا على أن يصف العلاج الناجع لهذا الشخص.