تحكم الإنسان العديد من الانفعالات والنشاطات النفسية بطبيعة خلقته وتكوينه البشري والتي يتم ترجمتها في بعض الأحيان على شكل سلوك مادي محسوس كالانفعالات العاطفية والأحاسيس المرهفة كأحاسيس الحب والشوق فترى الشخص يتحرك عندها باتجاه بوصلته القلبية تجاه من أحب وأيضا هناك الانفعالات السلبية كالغضب الشديد والانفعال الحاد عند حصول أي موقف يدفع لذلك وكل هذه الانفعالات وموجات العاطفة التي يمر بها الإنسان لا بد أن يمتلك الشخص القدرة على التحكم فيها وضبطها حتى لو كانت انفعالات طبيعية وإيجابية لأن الإفراط في الشيء غالبا ما يأتي بنتائج عكسية غير محمودة العواقب.

من المصطلحات الشائعة لدى الناس عندما يريدون وصف شخص ما بأنه سريع الغضب أو أنه شديد الانفعال والتأثر بأنه شخص عصبي وفعلا فإن هذه الانفعالات عبارة عن إشارات عصبية تقود إلى إجراءات سلوكية إذا ما تم إطاعتها وتنفيذ أوامرها العصبية لذا سنحاول في هذا المقال أن نسلط الضوء على كيفية ضبط الأعصاب والتحكم فيها.
كيف أضبط أعصابي
يعتمد كل شيء على التمرين المستمر والممارسة فكما أنك تمارس الرياضة وتجد بعض الإجهاد حين تقبل عليها لأول مرة فهذا المجهود الجسماني يصبح مع الزمن أقل من سابقته إلى أن يحترف الشخص ممارسة الرياضة والتحكم بعضلات جسده ولياقته ومرونته وكذلك للنفس لياقة ومرونة نكتسبها مع الممارسة والتمرين على ضبط نوازعها وترويضها الدائم خصوصا عند الانفعال فعند أول مرة حاول أن تصرف التفكير عن مسببات الغضب والتفكير في أمر آخر والتحكم في طريقة تنفسك بشكل منتظم وعدم الخوض في تفكير يقودك إلى الغضب والانفعال الزائد.
حاول دائما أن تغير الوضعية التي أنت عليها حين حدوث المؤثر العصبي الخارجي وهو الموقف الذي يستدعي حدوث الانفعال كأن تجلس إذا كنت واقفا أو تخرج من المكان الذي حدثت فيها المواقف المثيرة للغضب والاستعانة بالوضوء كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم فالماء يطفىء حدة الغضب.
لضبط الأعصاب عليك أن تتفكر كيف حالك حين تكون غاضبا وكيف هي طريقتك في الحديث وأنك قد تضيع حقك الذي تطالب فيه بسبب حدة الغضب والانفعال كما أن هذا الأمر يؤدي إلى ازدراء الناس لك خصوصا إذا أرعد الإنسان وأزبد وأخذ بالصياح وهذا مما لا يليق بشخص عاقل وحصيف وذي احترامٍ مجتمعي.
لضبط الأعصاب عليك أن تكون عميق التفكير وأن تتقن فن الصمت عند حدوث ما يدعو للانفعال فكلما مضى عليك وقت أطول كلما كانت قراراتك أكثر حكمة وكلما أحطت بالموضوع من كل جوانبه بدلا من التسرع في إنفاذ القرار تكون أقدر على اتخاذ القرار الصحيح وفي الوقت المناسب.