يعتبر الكلام من الأمور المهمة للإنسان حيث أنه يعتبر هو أسلوب التحاور والتفاهم بين البشر ينطلق صوت الإنسان من الحنجرة بفعل إهتزاز الأحبال الصوتية وبدافع من العضلات التي تقوم بتحريكها في الجزء الأوسط للحنجرة ومن ثم ترتبط الحنجرة بشرايين عصبية حسية مرتبطة بالمخ وبالأعصاب المسؤولة عن إصدار الكلام .

تتكون الأحبال الصوتية على جانبي الحنجرة وتعمل العضلات والأغشية المحيطة بها في منطقة الوسط على دفعها وإهتزازها أثناء النطق وخروج الكلام كما أنها تهتز وتنفرج هذه الحبال في حالة الشهيق وتلتصق في حالة الزفير تعتبر منطقة الأحبال الصوتية هي منطقة نائية لمرور الدورة الدموية فهي بالعادة يكون لونها مائل للبياض .

وبالرغم من أهمية الحنجرة والحبال الصوتية في عملية الصوت إلا أنها تتمتع بصفات عديدة أخرى ومن أهمها عملية التنفس والشهيق والزفير عن طريق دخول الهواء عبرها كما أنها تعتبر حاجز يحمي الرئة من دخول الأتربة والغبار والأدخنة الضارة كما أنها تساعد أي شخص يريد أن يقوم بمجهود عضلي عن طريق الضغط على أسفل المعدة لزيادة تقوية الجسم .

بحة الصوت :هي الصعوبة في إخراج الكلام بالصوت السليم للشخص فيصدر صوت ضعيف غير واضج أو فيه نوعا من الخشونة الواضحة كما تعتبر بحة الصوت منها ما هو عارضا ومؤقتا يزول تدريجيا بعد إنقضاء أسبوعين ومنها ما يستمر لعدة أشهر وهنا يجب التنويه لزيارة الطبيب والكشف على الحنجرة والحبال الصوتية وصندوق الصوت ثم ملاحظة عدم وجود أي نتوءات وأورام على سطح الحبال الصوتية وإن وجدت يعمل لها مسحة وزراعة مخبرية للتأكد من نوعها وإجراء تحاليل دم شاملة لتجنب وجود أي أمراض خطيرة قد تؤدي لحدوث بحة الصوت .

ومن الأسباب التي تعمل على إرهاق الحنجرة والحبال الصوتية وتسبب بحة الصوت:
نزلات البرد ووجود إلتهابات ميكروبية فيروسية .
إستنشاق هواء ملوث من الجو المحيط أو عوادم السيارات أو أبخرة كيماوية ضارة .
التحدث بصوت عال ومرتفع والإنفعال والصراخ والتحدث بشكل مستمر .
الإرتداد المريئي عن طريق فتق في عضلة الحجاب الحجاب الحاجز تؤدي لإرتداد الطعام للبلعوم وتعمل على تهيج الحنجرة والحبال الصوتية .
وجود أنواع معينة من الدرن يتكون على الألياف البيضاء للحبال الصوتية .
التدخين بشكل مبالغ فيه .
وجود قطع صغيرة تتكون على الحبال الصوتية لإستمرارية الكلام وهي عادة ما تتكون عند المغنيين والمدرسيين .
أسبات تعود منذ الولادة في طبيعة الخلقة .
تكون أورام على الحبال الصوتية قد تكون حميدة أو تكون خبيثة .
التعرض للحساسية المزمنة في منطقة مربع الصوت .

تعمل إستمراية البحة على إرهاق الأوتار والأحبال الصوتية بشكل كبير وتؤدي إلى هيجانها وحدوث بعض الآلام كما تؤدي البحة إلى تضحم الحبال الصوتية مع الإستمرارية كما يحدث إرتخاء في الأوتار الصوتية وخمول في الاغشية والعضلات المحيطة بها .
يتم الكشف على المريض ببحة الصوت عن طريق الفحص الروتيني السريري أولا ثم أخذ صورة مقطعية للحنجرة عن طريق إستخدام أنبوب صغير يسمى المنظار يتم من خلاله تصوير الحنجرة والأوتار الصوتية وتسجيل إهتزازاتها وقوتها وفي حالة وجود أي ورم تؤخذ خزعة لعمل زراعة مخبرية للتأكد من عدم وجود أورام خبيثة ومن ثم يتم إجراء فحوصات مخبرية للمريض تتضمن فحص دم شامل للتأكد من خلو الجسم من أي اجسام أو أمراض خبيثة .

ويتم العلاج عن طريق علاج الفيروسات بمضادات حيوية والطلب من المريض بعمل حممامات أبخرة يتم من خلالها إستنشاق المريض لبخار الماء ومن الممكن إضافة مواد مرطبة وملطفة للماء كالبابونج والأعشاب حيث أن هذه التبخيرة تعمل على إراحة الحنجرة وترطيبها ونصح المريض بالعزوف عن الكلام لتفادي أي تهيج أو إرهاق للحنجرة وإجراء عملية جراحية في حالة التأكد من وجود ورم خبيث يتم بها إستئصال الورم .
كما أن هناك علاجات طبيعية تستخدم لعلاج بحة الصوت وهي فعالة في نتائجها ومن هذه الوصفات مزج كمية من العسل والسمسم المطحون وتناوله ثلاث مرات يوميا ووصفة أخرى تعتمد على مزج زيت السمسم مع قليل من المحلب المطحون وقليل من المستكة المطحونة والعسل وتعرف هذه الوصفة بنتائجها الفعالة في محاربة بحة الصوت وترطب الحنجرة .