المشاعر الإنسانية معقدة و متشابكة و لا يمكن الإحاطة بها من جميع الجوانب و تقوم الدراسات النفسية الحديثة بإكتشاف تفاعلات نفسية و شعورية جديدة عند البشر مع تطور الإنسان و تقدم المجتمعات . إن نوبات الهلع و نوبات الحزن أمر شائع بين البشر في مختلف أنحاء العالم و قد تطور في العصر لحديث إلى الحد الذي يرى معه علماء النفس أن هناك الملايين من البشر حول العالم يعانون من هذا الإضطراب الشعوري الذي يؤدي إلى حدوث تلك النوبات و تزيد تلك النسبة لدى النساء عن الرجال .
يمكن وصف نوبات الهلع و الحزن بأنها حالات شعورية غامضة و مفاجئة تحدث لدى الشخص و يصحبها تأثيرات في وظائف الجسم مشابهة لأمراض أخرى مثل الأزمات القلبية و الذبحات الصدرية و تكون تلك الحالات من الغموض و المفاجأة إلى درجة أنها تعيق المرء عن التفكير و تحدث حالات من الخوف لدى المحيطين به و قد يظنون أنها حالات مرضية بالفعل و ليست من أثر نفسي و يمكن أن تحدث نوبات الهلع أكثر من مرة في اليوم الواحد لدى العديد من الأشخاص و تكون في الغالب مصاحبة لحالات الخوف المرضي أو الفوبيا بأنواعها . في بعض الحالات تكون ناتجة عن عوامل بيولوجية مؤثرة على وظائف الجهاز العصبي و كيمياء المخ و ذلك في حالات الإصابة ببعض الأمراض في الجهاز العصبي أو في حالات تعاطي مخدرات قوية أو الإدمان .
كان العلاج من تلك النوبات التي تصيب العديد من الأشخاص غامضا و غير معروفا لفترة طويلة بسبب غموض الأسباب التي تؤدي إليها و كان المرضى يعانون من إجراء العديد من الفحوصات المكلفة دون معرفة سببواضح لتلك النوبات المرضية و لكن مع التطور العلمي و الدراسات النفسية الحديثة أصبح من السهولة علاجها إذا ما تم اكتشاف السبب الحقيقي لها . و يتمل العلاج في حالات تكرر النوبات و شدتها في وصف الأطباء عقاقير مهدئة بنسب محسوبة بدقة و قد يطول وقت العلاج لعدة شهور و لكن من المضمون تراجع تلك النوبات بشكل ملحوظ . كذلك من الهام العلاج النفسي من خلال مساعدة المريض على التخلي عن مخاوفه و الإبتعاد عن أسباب حدوث تلك النوبات و يحدث ذلك في ظل وجود دعم من العائلة و الأصدقاء كل على طريقته و لكن من الها في المرحلة الأولى من العلاج عدم ترك المريض وحيدا و إشعاره بالألفة و الأمان قدر المستطاع .