يتعرض الإنسان إلى بعض التأثيرات النفسية والبيولوجية السلبية وتؤدي هذه التأثيرات إلى عدم الاستقرار العام في حالته وهناك نوعان من الهلع الذي قد يصيب الإنسان أحدهما الهلع الطبيعي وهو ما يصيب الشخص في حالات التعرض لمواقف مخيفة بصورة مفاجئة ويكون غير قادر فيها على التصرف بشكل عقلاني مثل الوجود في سيارة على وشك الاصطدام بأخرى أو التعرض لهجوم حيوان شرس أو الوقوع في موقف شديد الإحراج أو موقفٍ لا يمكن التصرف فيه مع وجود آثار سلبية مترتبة عليه مثل عدم معرفة إجابات الأسئلة في اختبار هام.
إن كل الأسباب السابقة المؤدية إلى حدوث نوبات الهلع لا تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان العامة لأنها تكون في مواقف متفرقة ومفاجئة وتحدث بصورةٍ عشوائية كما أن تأثير تلك الحالة ينتهي بانتهاء الموقف نفسه أو بعد انتهائه بقليل حتى يستعيد الجسم نشاطه الطبيعي.
والنوع الآخر من الهلع هو النوع المرضي وهو يصيب الإنسان نتيجة لتناول أنواع معينة من العقاقير الطبية العلاجية أو تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية أو الإكثار من المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين وتؤدي إلى تأثيرات على النشاط الذهني كذلك هناك بعض الأمراض التي تسبب حدوث تلك النوبات مثل: فرط نشاط الغدة الدرقية الذي يسبب حالات من التهيج لدى الإنسان وانخفاض معدلات السكر في الدم أو التعرض لأعراض الدوار أو أعراض بعض الأمراض التي تحدث تأثيرات مؤلمة كذلك في حالات الحمل يمكن أن تصيب المرأة الحامل نوبات الهلع.
هذا الهلع المرضي الذي يصيب الإنسان دون وجود أي مؤثر خارجي يستحق ردة فعلٍ عنيفة يبديها المريض من خوف مفرط يحدث دون قدرة مباشرة من الإنسان على التحكم فيه نظرا لأنه ناتج في الأساس عن تغيرات كيميائية وهرمونية في الجسم ويشعر المصاب بنوبة الهلع بتسارع شديد في نبضات القلب بشكل قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس مع آلام في الصدر لذا يبدأ المريض في التنفس بسرعة مع محاولة الحصول على جرعات عالية من الهواء ويبدأ في الشعور بألم في الرأس وجفاف الحلق وقد يمتد الأمر بالمصاب بنوبة الهلع إلى الشعور بالخدران في الأطراف وهبوط الدورة الدموية والدوار حد الاقتراب من الإغماء وبعد انتهاء نوبة الهلع يكون الجسم قد أفرز كمية كبيرة من الأدرينالين فيستمر معدل نبضات القلب السريع لدقائق مع عدم القدرة على التحكم في الأعصاب بشكل كامل لارتعاش اليدين والقدمين.