١ نوبات الهلع
٢ الأعراض
٣ علاج المرض

٣.١ علاج الفكر والمعرفة
٣.٢ العلاج البدني والجسمي
نوبات الهلع
قد نلحظ كثيرين من الذين نقابلهم في هذه الحياة ومن أولئك الذين نقربهم يتصرفون بسولكٍ غير مفهوم وقد تجد في نفسك دهشة من هذا الشيء وقد يعجز لسانك عندما يسألك سائل وحبذا لو كان طفلا صغيرا فيقول وبكل لسان مستغرب ومتعجب ما هذا وما الذي جعل فلانا يقدم على مثل هذه الأفعال غير المفهومة؟!

نسمع الكثير من المصطلحات التي تتكفل بالتعبير عن هذه الحالات حتى وإن كان المختصون قد اختاروها مجازا فتجد البعض يسميها نوبات عصبية وهناك آخرين يسمونها "الخوفة" وهناك من لا يجد لما يحدث مع هؤلاء المصابين إلا تفسيرا واحدا أن كل ما يحدث هو نتيجة أحداث قد واجهوها صغارا أما الاسم الذي يجمع عليه العلماء والأطباء هو"نوبات الهلع" فالهلع هو حالة خاصة من حالات الخوف والرعب الكثيرة التي يتعرض لها الأفراد في المجتمعات والمعاملة اليومية بشكل خاص وفي الحياة بشكل عام فمنها ما قد يكون نتيجة الحروب التي تعيشها الشعوب كافة فما هي أسباب هذه النوبات؟ وما هي الأعراض التي تظهر عليهم؟ وهذا سيكون الموضوع الذي سنتناوله في هذا المقال.
الأعراض
في الحديث عن أعراض نوبة الهلع التي تظهر على المصابين يجب أن نخلص لتعريف واضح لهذه النوبات فهي عبارة عن مدة زمنية يظهر على صاحبها الخوف الكبير وليس لها وقت محدد أو موعد محدد أيضا ويمكن القول بشكل آخر أنها شعور كبير بالرعب الذي يرف له القلب حيث إنها تأتي دون أي سابق إنذار ومن الجدير بالذكر أيضا في هذا الموضوع أن هذه الأعراض ليست أمرا مخيفا حتى المرض نفسه ليس بالشيء الذي يدعو للقلق والتوتر ولكن علينا التعامل مع هذه الأعراض ومع هذه العلة بالشكل المناسب فهي عبارة عن إشارات من الدماغ للجسم وهو إنذار بأن هناك شيء ما يهدد الجسم ومن الأعراض التي تظهر على المصابين التالي:

سرعة كبيرة في ضربات القلب تصاحبها قوة عنيفة في تدفق الدم الأمر الذي يجعل صاحبها يشعر وأن شيئا ما يضربه من الداخل.
ظهور العرق: فتجد المصاب يتصبب عرقا وكأنه في يومٍ حار وهذا هو رد فعل العضلات والجسم ويعتبر طبيعيا لما قد أنذرته الإشارات الخارجة من الدماغ.
الرعشة بمعنى الرجفة أي ما قد يصفه البعض بالتشنج ولكنه ليس بتلك الصورة ولكن قد يؤدي لارتعاش سريع لعضلات الجسم.
ذاك الشعور الذي يجعل المريض يشعر بأنه بحالة خطرة فتزداد لديه الصدمة.
يصاحب هذه الأعراض بعض آلام في منطقة الصدر.
هناك أعراض تساعد المريض على الراحة مثل: الألم في البطن الذي يقود للتقيؤ.
الشعور بالألم القوي في الرأس والدوخة وأحيانا فقدان الوعي.
الإحساس الكبير بالخوف وعدم القدرة على مساعدة النفس والتخلص من هذه الأزمة.
آلم في أطراف اليد والأصابع.
الرغبة التي تظهر على المريض في أنه يريد الخلاص وهذا قد يقوده لأفعال غير متوقعة وقد يظن الناظرين له بأنه فقد عقله وتركيزه.
اضطراب عام في أجهزة الجسم وبالتحديد الجهاز العصبي والجهاز الهضمي فلا يعود المصاب قادرا على تحريك أوصاله ومن ناحية أخرى فتجده لا يقدر على الشرب أو تناول الطعام في هذه الفترة وبعدها بمدة وجيزة.

كما نجد أن هذه الأعراض وغيرها لا تشكل الخطر الكبير على الأشخاص إلا في بعض الحالات قد تقود أصحابها لإيذاء أنفسهم فيجدر بنا التعامل مع هذه المواقف بشكل جيد كي نتفادى كل العواقب المؤدية لأعراض أخرى وفي ظل الحديث عن النوبات والهلع فهناك نوع خطير جدا من النوبات يسمى عند المختصين بمرض "رهاب الساح" فهذا المرض لا يشبه نوبات الهلع في الأسباب لكنهما قد يشتركان في الغالب في الأعراض لكلا المرضين فقد ذكرنا بعض أسباب الهلع أما عن أسباب رهاب الساح وتعريفه فهو نوع من نوبات الهلع ولكنه يختص بنوع معين وهو التوجس والخوف من الذهاب لأماكن معينة تلك الأماكن التي إذا أصابتك فيها نوبات الهلع فلا يمكن السيطرة عليها أو الحصول على مساعدة فهي اضطرابات متكررة وتوجس من الإصابة بنوبات أخرى غير متوقعة الحدوث ومن هذه الأماكن الساحات الواسعة والجسور والصحاري ومناطق السفاري البعيدة وغيرها ما هو على نحوها.
علاج المرض
لعلاج هذه النوبات فهناك نوعان من العلاج فمنها ما يتعلق بالفكر والمعرفة فنؤثر بها على المصاب فينسى كل ما قد ظهر له من خيالات أصابته بهذا المرض ومنها ما يتعلق بالجسد وتصب هذه الطريقة في محاولة إراحة الجسد بشكل كامل وحصوله على الاسترخاء الذي يريح الأعصاب والعضلات فيمكن العلاج بما يلي:
علاج الفكر والمعرفة
في هذا النوع من العلاج يقوم الطبيب أو المختص بالتعرف في البداية على جميع الأفكار المريضة والأوهام التي رسمها المريض لنفسه ويحاول بكل جهده أن يجد كل هذه الأفكار ويحصرها ثم يبدأ بالعمل على تبديلها لأفكار إيجابية وتصورات صحيحة ليست واهمة تضر بصحته وعقله وعلى هذا النحو يمكن إقناع المريض أن الأعراض التي تظهر عليه هي نتيجة لما تلقاه من تصورات وأفكار قد ألحقت به الضرر وقد تؤدي لإيذائه أو القضاء عليه فيبدأ المريض بالخوف على نفسه من نفسه ومن شبح أعماله التي لا وعي له عليها وهذه من الخطوات الهامة في علاج هذا النوع من الإصابات فيعمل على استدعاء جميع الأفكار الحسنة حين شعوره بأنه قد يصاب بهذه النوبة.
العلاج البدني والجسمي
يقسم هذا العلاج لطريقتين مهمتين وهما:

الراحة الجسمية والتمدد كي يسترخي الجسم: فيقوم المختص بتعليم المريض وتدريبه على آلية وهيكلية معينة يتبعها في التدرب بعد إقناعه بها وهذه التمرينات تعطي دورا كبيرا جدا في عملية العلاج.
التركيز على التنفس وتنظيمه: فهناك تمرينات خاصة يعلمها الأطباء للمرضى وهذه التمرينات تحد من تلك السرعة التي تحدث عند النوبة وبهذا فهي تقي المريض من الشعور بالدوخة والأعراض الجانبية المتراكمة على هذه الأعراض فالنفس يعمل على تنظيم كمية الأوكسجين الداخلة للجسم وبالتالي تنظيم عمل جميع الأجهزة في الجسم وهذا يقود المريض للتحسن في وقت أقصر ودون أخطار جسيمة قد يلحقها المريض بنفسه.

أما عن الحديث في هذا الموضوع والعلاج فلا يمكن للمريض أن يتخلص من هذا المرض نهائيا إلا إنن قرر هو هذا فلا يمكنه السيطرة على جميع أوهامه إلا إذا استمر بتدريب نفسه وملئها بالأفكار الجيدة ويبعدها عن كل الأفكار السيئة وإن أراد أن يريح جسمه فلا بد أن يجعل لنفسه جلسات استرخاء إضافية كي يحصل على الراحة التامة التي تعظيها نفسه له فإن حصل المريض على القبول الذاتي فليبشر بعلاج وصفحات مطوية من المرض ومن النوبات التي قد تضيق عليه حياته وتجعل له مشاكل اجتماعية أخرى وقد تقوده لعقد نفسية هو بغنى عنها في حياته فإن أراد المريض العلاج نهائيا فليفتح مع نفسه صفحة علاج تنسيه كل ما قد فات وتجعله إنسانا أكثر حيوية ونشاط وتزرع في نفسه حب الحياة والعمل فيتحول من شخص مريض لإنسان معطاء في المجتمع وله بصمته التي لا تنسى.